أحيت بلدتنا بيصور الذكرى السنوية لشهدائها بحضور شيخنا الكبير أمين العريضي والمشايخ أديب ملاعب وكامل العريضي وهادي العريضي رئيس معهد العلوم الدينية في عبيه ، ورئيس البلدية نديم ملاعب ونائبه رياض ملاعب ، وعدد من المخاتير وعائلات الشهداء وممثلي الأحزاب والجمعيات والهيئات الثقافية والرياضية والاجتماعية والنسائية وحشد كبير من الأهالي ورجال الدين الأفاضل .
ذكرى الشهداء ليست موعداً سنوياً فحسب للقاء حول أضرحتهم ، إنما هي محطة مهمة في يومياتنا وذاكرتنا لأنهم بتضحياتهم حموا الأرض والعرض والكرامة والوجود ، والمواقع التي تحتضنهم ليست مقابر أو مدافن إنما بيوت ذاكرة وتاريخ ، والعودة الدائمة إليها هي لاستخلاص الدروس والعبر ولتجديد الوفاء والتمسك بالثوابت التي استشهدوا من أجلها . ونحن على مختلف إنتماءاتنا الحزبية ، كنا معاً وقاتلنا كلنا دفاعاً عن وحدة لبنان وعروبته وتطوّره الديموقراطي وعن القضية الفلسطينية . ويجب ألا ننسى ذلك لأن الكثير الكثير من القضايا والعناوين لا تزال تجمعنا ولأن الثوابت لا تتغيّر . وإحياء ذكرى الشهداء لم نرده يوماً ولا نريده في أي يوم نكأ لجراح إنما لإبقاء الذاكرة حيّة ولتثبيت الحقائق ولتعرف أجيالنا حقيقة ما جرى ولماذا استشهد أهلهم الذين كرّسوا موقع بيصور أم الشهداء كما وصفها المعلم الشهيد كمال جنبلاط . وإذا كانت حكمة الصمت في مرحلة معينة لحماية المصالحة أو لأسباب أخرى فإننا نتمسك بالمصالحة ونعمل على تعميقها وتكريسها نهجاً في تعاوننا ولكن لا مكان لصمت الحكمة عندما يكون ثمة ضرورة لموقف وموقفنا كان وسيبقى ميزانه ومرجعه الحكمة .
بيصور بلدتنا ، نعتّز بها وبتاريخها النضالي الوطني العربي الفلسطيني . لرجالها صولات وجولات في كل ساحات العز والكرامة وهم الذين مرّغوا أنف المحتل الاسرائيلي في شوارعها .
المجد لشهدائها والتحية والتقدير لكل مجاهديها ومناضليها والجرحى والمعوّقين والأسرى المحرّرين من سجون الاحتلال .