يلفت العنوان الإنتباه إلى ألفاظ الحروب، أبعدها الله عنّا، ولكن عرفاً الكوكبة من الفرسان هي طليعة الشجعان من الأقوياء التي تقتحم ساحات الوغى بإطمئنان تسديه لها فرقة الكشافة التي تدرس الأرض وموازين القوى المتصارعة.
ولكن الفارق كبير بين الحرب والغزو فالأخير ربما يهدف السلب والترويع والأذى في الأنفس والأخلاق بفعل الحاجة أو الكيد أو القوة المفرطة، وكم قاسينا من هذا النكد في تاريخنا الجاهلي العربي ممّا سبب لنا القصور في التطور والمزيد من الإنحدار في مقاييس الإنسانية وقيم الحضارة.
أمّا الحرب وإن كانت ترمز إلى النفور والبشاعة والدم ولكنها في بعضها تعني ليس الغلبة والضم والسيطرة إنما تعني فرض قيم وأخلاق وسمو إنساني وهذا ما وسم الجهاد العربي زمن الدعوة الإسلامية بقيم محاربة الجهل والكفر السائد حينذاك وبديلها الإيمان والعدالة.
وللكوكبة ثلاثة مرتكزات تعتمد على الفارس والحصان ونبل الهدف وكم أتحفنا الشعراء العرب في القديم في وصف حصان عنترة وشجاعة قائده وفي اعتباره الأمل الوحيد لتحقيق العدالة والقيم:
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
فإلى الكوكبة من خيالة الفكر التقدّمي في جنوب البقاع الغربي أسمى آيات التقدير والتحية وهم السباقون إلى الريادة النضالية في حزبنا التقدّمي الإشتراكي. فلم يوفروا ساحة من ساحات النضال فكراً وجهداً وإبداعاً ودرءاً للفتنة إلا وكانوا في طليعة حملة مشعل الحرية والإشتراكية والعروبة بقاماتهم وعرقهم وكدحهم وفكرهم مع وعلى خطى المعلّم الشهيد كمال جنبلاط.
فمني التحية وطلب الرحمة لمن فارقنا من كوكبة الفرسان وأخص الرفاق حمودي الخشن وأبوالريح وحسين نصرالدين ومحمد فوزي مبارك وأتضرع لله بطول العمر والهناء للرفاق محمد العنقوني ومحمود العمّار وأمين نورالدين (على أمل الشفاء) وغازي إبراهيم وحسن وهبي ود. جمال إسماعيل وإلى كل البيوت العامرة بالوفاء والإرادات الطيبة والزنود الصلبة التي احتضنت حزبنا وما زالت وفية للتراث والقيم.