التدقيق الجنائي في حسابات "المركزي": عمولات "غير قانونية" بهذه القيمة!
11 أغسطس 2023
14:41
Article Content
حث تدقيق في حسابات مصرف لبنان على اتّخاذ خطوات لتخفيف المخاطر الماليّة الناتجة عن "سوء السلوك"، وأشار إلى أن حاكم المصرف السابق كان يتمتّع بسلطة "بلا حدود" بينما انتهج سياسات هندسة ماليّة مكلفة، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
وخلص التدقيق الذي أجرته شركة "ألفاريز آند مارسال" إلى أنه تم دفع "عمولات غير قانونيّة" قيمتها 111 مليون دولار من حساب بالبنك المركزي بين 2015 و2020، موضحاً أنّ هذا فيما يبدو استمرار لخطة كانت سبباً في بدء التحقيقات مع الحاكم السابق للمصرف رياض سلامة في الداخل والخارج.
ويغطّي التدقيق، الذي اطلعت "رويترز" على نسخة منّه، الفترة بين 2015 و2020.
وينفي سلامة، الذي غادر منصبه في نهاية ولايته الأخيرة في 31 تموز، الاتهامات الموجّهة له باستغلال سلطاته لاختلاس المال العام في لبنان. وأصدرت فرنسا وألمانيا أوامر بضبط لسلامة.
وأشارت "ألفاريز آند مارسال" إلى "غياب الحوكمة الجيدة بشكل عام وترتيبات إدارة المخاطر" في البنك المركزي، ودعت إلى تحسين الرقابة من أجل "تخفيف أي مخاطر مالية أخرى تنشأ عن سوء السلوك في مصرف لبنان".
وفي تصريحات مكتوبة إلى "رويترز" قال سلامة إن وصف سوء السلوك "تعسّفي"، مضيفاً أن البنك المركزي تصرّف وفقاً للقانون.
وجاء في التدقيق أن البنك المركزي كان يعلن عن أرباح كل عام عن طريق تحويل التكاليف إلى ميزانيته العمومية، حتى في السنوات "التي بلغت فيها الخسائر الفعلية عدّة مليارات من الدولارات".
وقال سلامة إنه "لم يخف" الخسائر وإنها كانت تنشر ووفق الإجراءات المحاسبية، التي أقرّها مجلس مصرف لبنان، وكان يخبر بها الحكومة.
ونقل التدقيق عن محاضر اجتماعات المجلس أن "حاكم (مصرف لبنان) احتكر المناقشات والقرارات"، وأن المجلس "لم يحقق الحد الأدنى من معايير الحكم الرشيد الموجودة في ممارسات البنوك المركزية على الصعيد الدولي".
وقال سلامة إن المجلس وجد أن الهندسة المالية هي "أفضل معالجة لتدهور ميزان المدفوعات" وأنه لم "يتدخل" في اتخاذ القرار بشأنها.
ويتألف المجلس من حاكم مصرف لبنان وأربعة نواب، أحدهم وسيم المنصوري الحاكم المؤقت الآن، واثنين من كبار المسؤولين الحكوميين.
وجاء في التدقيق أيضاً أن مدفوعات، حُددت قيمتها الإجمالية بنحو 111.3 مليون دولار على مدى السنوات الخمس التالية لسبعة بنوك واحد منها سويسري وستة بنوك لبنانية من حساب تابع للبنك المركزي، كانت نقطة محورية في تلك التحقيقات.
وأضاف التدقيق "يبدو أن هذا استمرار لمخطط العمولات الذي تحقق فيه سلطات الادعاء اللبنانية والدولية".
وقال إنه لم يعثر على أي سجل لخدمة قُدمت مقابل عمولات وإنه لا يمكن تحديد المستفيد النهائي بشكل مؤكد لأن مصرف لبنان حذف التفاصيل مستشهداً بقانون السرية المصرفية.
وذكر سلامة أن تلك العمولات تمت بطريقة "لا تكلف مصرف لبنان شيئاً". وقال إن كشوف حسابه الشخصي في مصرف لبنان قُدمت لشركة المراجعة وإنه "لا توجد أموال مملوكة لمصرف لبنان" انتهى بها المطاف في حسابه.