Advertise here

سبحان من غيّر الأحوال / بقلم غازي العريضي

19 حزيران 2019 13:19:19 - آخر تحديث: 19 حزيران 2019 13:19:20

دعا رئيس الحكومة الوزراء الى التضامن الوزاري لتنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه!!

دعوة جيدة ومباركة. لكن أسئلة تطرح نفسها على الجميع لاسيما على صاحب الدعوة وشركائه في اتفاق المصالح. 

من يتضامن مع من؟؟ وتضامن حول ماذا؟؟ 

هل هي دعوة للتضامن وفرض الهيئة الناظمة للإشراف على الكهرباء، وهم مقتنعون بأنها لن تقوم لأن "ثمة فريقاً يرفضها"؟؟

أم هي دعوة للتضامن مع قرارات مجلس الوزراء والمؤسسات التي تذهب الى تنفيذها ويعني ذلك أننا سنكون أمام قرار جماعي بالإفراج عن نتائج الامتحانات التي أجراها مجلس الخدمة المدنية لإنصاف الناجحين وتأكيد عمل المؤسسات وتحفيز القيمين عليها لمزيد من الإنتاجية وتفعيل العمل فيها، وعدم التلويح بالاستقالة أو التوقف عن إجراء امتحانات لاحقة ؟؟

وهل هي دعوة للتضامن مع الفريق المؤيد لمفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية أو لمدير عام الأمن الداخلي. وطرفا اتفاق المصالح هما المعنيان بالقضية الكبرى التي أغرقت البلاد في سجالات ونقاشات وخلافات وتهديدات وأساءت الى القضاء والأمن معاً والى هيبة ما تبّقى في الدولة ؟؟

وهل سيكون تضامن وزاري في تنفيذ آلية التعيينات التي تمّ الاتفاق عليها في مجلس الوزراء والإفراج عن تعيينات مجلس إدارة تلفزيون لبنان أم سيستمر تجاهلها وتجاوزها وتجاوز خيار المؤسسات لتكريس منطق تبادل الخدمات فـــي إطار الصفقات؟؟ 

وهل التضامن الوزراي استنسابي؟  يعني يكون حيث تكون مصلحة هذا الفريق أو ذاك؟؟

من المسؤول عن عدم التضامن؟؟ من هي الأطراف التي حمت تحركات قطاعات في الشارع في سياق متابعة مناقشة مشروع الموازنة ؟؟ وكيف تم التعبير عن ذلك ؟؟ هل كان تضامن عند اقتحام السراي؟؟ وهل وقع تضامن عندما أوقعوا البلاد في حساباتهم ومشاريعهم ولعبة مصالحهم؟؟ 

من حق رئيس الجمهورية أن يقول: ننجز بـ "السلحفاة"، تعبيراً عن البطء. لا أتجاوز المنطق. لكن ليس ثمة إنجازات. ثمة "سلاحف" بشرية لا تقارن بالسلاحف الأخرى. ولكن عندما يكون تقاطع مصالح بين أصحاب الاتفاق " الصفقة "، يتحركون بطريقة أسرع من الصوت!! هنا، هم وطنيون بانتماء صـــادق استثنائي نقي !! ومؤتمنون وعلماء وخبراء وأصحاب تجارب ورؤى ومعرفة سياسية وإدارية. هم أكّفاء. وهذه هي نتائج أعمالهم الباهرة وهذا ما أوقعوا البلاد فيه!!

أين التضامن الوزاري من تطبيق القانون ؟ ولنبدأ بالمذكرات الإدارية التي أصدرها رئيس الحكومة وحذّر فيها المواطنين من الإضراب أو التظاهر، في معزل عن واقعية هذا الإجراء!! هل تم احترام المذكرات؟؟ من خرج عليها ومن حاسب؟؟

وأين التضامن الوزاري عندما يقول فريق رئيس الحكومة إنهـــا "دولة كل مين إيدو إلو"!! فكيف تغيّرت الأحوال وتبّخرت الأهوال؟؟

سبحان من غيّر الأحوال. ومن أرضى الناس بعقولهم.