Advertise here

اتصالات ولقاءات في الكواليس... وإشارات سياسية تظهر خلال أيام

19 حزيران 2019 09:02:00 - آخر تحديث: 19 حزيران 2019 09:04:40

على الرغم من الأجواء الإيجابية التي يعمل ثنائي التسوية على إشاعتها في الساعات الأخيرة، ووسط تأكيداته المتكررة بأنها مستمرة، إلّا أن ثمة شيئاً لا يبدو واقعياً. كحالة السكران الذي يبقى في حالة نكران لحالة سكره، والذي يقف أمام المرآة ويردّد، "أنا لست سكراناً". في الكواليس السياسية، وبعض اللقاءات التي تحصل، فإن حالة الامتعاض من الحالة الثنائية التي تسيّر هذه التسوية، وبحيث يتم تهميش المؤسسات الدستورية عبر عقد لقاءات جانبية وسرّية للاتفاق على القرارات، ومن ثم يتم إسقاطها على الحكومة. وعلى ما يبدو فإن حالة الامتعاض هذه بدأت تتأطر في إطار لقاءات وتحركات مختلفة بين قوى متعددة رافضة للمسّ بجوهر الدستور وعمل المؤسّسات، قبل الحديث عن الخلفيات السياسية.

ما أصبح واقعاً بالنسبة إلى مختلف الأفرقاء، هو أن التسوية ليست إلا على حساب المؤسسات، وكما بدأت باتفاقات متعددة، من الكهرباء إلى الاتصالات والنفايات، فها هي تتجدد اليوم وفقاً لحسابات أخرى، من التعيينات إلى ما عداها، وغيرها من الملفات داخل المؤسّسات أو خارجها. وليس الكلام الإيجابي الذي طرأ على تكتل لبنان القوي في مديح التسوية والرئيس سعد الحريري، سوى تأكيد من قِبل التكتل على الحاجة القصوى لاستمرار التسوية مع الحريري بغية تمرير المزيد من الملفات المتوافق عليها بينهما.

ولكن ما يغفل عنه هؤلاء هو أنه لم يعد بالإمكان السكوت بالنسبة إلى شرائح واسعة على الصعيدين السياسي والشعبي. وبحسب ما تكشف مصادر متابعة، فإن لقاءات عديدة عُقدت في الساعات الأخيرة بين سياسيين وناشطين، وستعقد لقاءات أخرى، للبحث في استكمال المسار الذي فُتح من دار الفتوى رفضاً للمساس بعمل المؤسّسات، أو بصلاحيات رئيس الحكومة. تلك المواقف التي اتخذت من دار الفتوى كانت إشارة لافتة موجهةً إلى القوى التي تستند إلى عوامل قوتها، وضعف الآخرين، بأن الأمور لن تستمر بالسير على هذا النهج. ولولا هذه المواقف المرتفعة السقف نسبياً لما اضطر التيار الوطني الحرّ إلى التراجع، والبحث عن "تطييب خاطر الحريري" كلامياً، وعبر الإعلان عن استمرار التسوية معه.

يُلاحَظ بلا شك بأن ثمة مياهاً سياسيةً تتحرك لوضع الأمور عند حدّها. ومما لا شك فيه أن هذه اللقاءات التي تُعقد من المفترض أن تظهر مفاعيلها في الأيام المقبلة، وذلك تحت شعار الحفاظ على اتفاق الطائف وحمايته. ولم يكن لقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مع الرئيس سعد الحريري بعيداً من البحث في هذه الثوابت التي يجب عدم الخروج عنها. كان اللقاء محاولة من جعجع لاستمزاج رأي الحريري بالمرحلة المقبلة، ولوضع النقاط على الحروف، وأولها عدم التنازل، أو التساهل أو التسليم، بشروط يفرضها رئيس التيار الوطني الحرّ في ملف التعيينات.

مؤشرٌ آخر على تحرّك المياه الراكدة سيتجلى في مفاعيل ونتائج الزيارة اللافتة التي يجريها قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى المملكة العربية السعودية، والتي على ما يبدو بأنها ستكتسب أهميةً لافتة من حيث التوقيت والرسالة المراد إيصالها، وللوزير جبران باسيل تحديداً.