تطورات متسارعة شهدتها مدينة صيدا على ضوء المساعي الحثيثة لمعالجة مشكلة تراكم النفايات في شوارع المدينة وساحاتها وانتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وأكدت جميعها على رغبة القوى السياسية بعدم فرط المجلس البلدي مع استقالة الرئيس محمد السعودي ودعم خيار تولي نائبه إبراهيم البساط مهام الرئاسة.
ووفق أوساط صيداوية، فإن البساط باشر سلسلة من المشاورات تمهيدا لتسلم مهامه الجديدة لرئاسة البلدية، وقد وضع على جدول أعماله أولوية متابعة الملفات الساخنة وخاصة ما يتعلق منها بأزمة النفايات، وقال لـ "نداء الوطن" في أول حديث صحفي، إن المسؤولية كبيرة كون المرحلة استثنائية ومليئة بالمشاكل والقضايا الساخنة ارتباطا بالأزمة المعيشية والاقتصادية".
وأكد البساط "إننا إلى جانب الناس سواء كنا داخل البلدية أو خارجها، ونأمل أن نساهم في تخفيف معاناتهم، بعد إطلاق خطة طوارئ بالتنسيق مع فاعليات المدينة النيابية والسياسية، لرفع النفايات المتكدسة في شوارع وأحياء صيدا والتي تراكمت جراء انتهاء عقد الشركة المتعهدة NTCC آخر شهر حزيران 2023".
ووصف البساط التعاون مع القوى السياسية بأنه "إيجابي بل ممتاز"، قائلا "الجميع على قناعة أنه لا خيار أمامنا للخروج من المشاكل إلا بالتعاون وتشابك الأيدي لتحقيق مصلحة صيدا العليا وتخفيف المعاناة عن أبنائها في ظل تفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية وتراجع خدمات الدولة"، معتبرا "أن التحدي الكبير اليوم هو مشكلة النفايات بكل تفرعاتها".
وأضاف: أن مساعي الرئيس السعودي نجحت في الاتفاق مع "سيتي بلو" الشركة الجديدة المتعهدة جمع ونقل النفايات إلى صيدا على إرسال ثلاث شاحنات مخصصة لرفع النفايات إلى المدينة للمساهمة في تخفيف عبء المشكلة بانتظار انتهاء الإجراءات الإدارية الضرورية خصوصاً تلك المرتبطة بديوان المحاسبة.
واستقبل البساط في القصر البلدي، الأمين العام لـ "التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أُسامة سعد يرافقه أعضاء اللجنة المكلفة من قبل التنظيم لمتابعة أزمة النفايات حيث جرى البحث بسلسلة مقترحات لتفعيل إزالة النفايات والمساعدة بإنجاز هذه المهمة بأسرع وقت ممكن لحين استلام الشركة الملتزمة مهامها.
وأوضح سعد أن الاجتماع تناول عملية جمع النفايات ورفعها من الشوارع ضمن جدول زمني قريب جدا لحين استلام الشركة الملتزمة مهامها والذي قد يأخذ أسابيع. وفي هذا الوقت من المفترض أن تُرفع الأكوام المكدسة بالشوارع، كما يجب تفعيل موضوع كنس الشوارع، فتكدس النفايات في الشوارع والأحياء هو أمر مؤذٍ على الصعد البيئية والصحية والاقتصادية والمعنوية للمدينة.
وأضاف سعد لقينا التجاوب من قبل البساط وفريق البلدية للوصول إلى معالجة سريعة وسيتم درس الأفكار، مناشدا المواطنين الصيداويين الذين لديهم القدرة المالية لدعم خطة البلدية لإزالة النفايات لحين تسلم الشركة المتعهدة لمهامها، معتبرا أن أبرز العوائق ما يتعلق بالجانب المادي غير المتوفر، وأن البلدية لم تكن على جهوزية إداريا لتسلم المهمة بعدما تركت الشركة المتعهدة موضوع رفع النفايات.
وردا على سؤال حول التحرك بالشارع في حال عدم نجاح الخطة، أجاب سعد: "لم نصل بعد إلى هنا طالما هناك إيجابية بالتعاطي، فلماذا سنتجه إلى هذا الموضوع طالما الأمور ستتجه بالاتجاه الصحيح، لا داعي لخطوات تصعيدية بالشارع".
بالمقابل، أعلن عبد الرحمن البزري عن تشكيل لجنة تُمثّل نواب المدينة وقواها السياسية للتنسيق مع البلدية في الإشراف على عمليات جمع النفايات. قائلا "إن مؤسسة الدكتور نزيه البزري الاجتماعية ستستمر في مبادرتها بالتعاون مع تجمع المؤسسات الأهلية والبلدية في عملية كنس الشوارع وتنظيفها، داعياً إلى تشديد الرقابة البيئية، ومحاسبة المخالفين، وقيام بقية أجهزة البلدية والأمنية بمتابعة هذه المخالفات".
ميدانيا، وفي مؤشر على بدء انفراج الأزمة، وصلت سيارات تابعة لشركة "سيتي بلو" وبدأت بالمساهمة برفع النفايات المتراكمة وذلك من خارج عقد التلزيم الذي لم يطبق بعد بسبب المعاملات الإدارية، وبادرة حسن نوايا بعدما تواصل رئيس البلدية محمد السعودي مع مسؤولي الشركة للتخفيف من حدة الأزمة في ظل تراكم أطنان من النفايات وانتشار الروائح الكريهة مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة منذ أيام.
وستتقاضى الشركة بدل أتعاب يومية مثل السيارات المستأجرة من شركة NTCC التي انتهى عقدها في نهاية أيار الماضي، وقامت البلدية باستئجارها مع عمالها ريثما تباشر شركة "سيتي بلو" العمل. وقامت سياراتها التي تستوعب الواحدة منها نحو 18 طنا برفع النفايات من أمام المستشفيات والمراكز الطبية ودور العبادة والمؤسسات الرسمية والمدارس والشوارع الرئيسية.