أحدّ لا يجاري الرفيق سليمان نمور (أبوحسن) لطفه ودماتة خلقه وسعة معارفه وخفة ظله فهو الصديق لكل الأعمار إذ يعرف عاصمة الإمارة بعقلين بيتاً بيتاً ويكتم أسرارها إلا بما يعطي المثل الصالح عن الأصالة والقيم والظرافة...
من روايته في إحدى الجلسات الأنورية الصادقة أن أحد أبناء بعقلين واسمه على ما أذكر المرحوم فرحان ولي الدين كان يملك بعرقه كرم عنب يفيض خيراً وبركة مما يثير بعض الأحيان الحسد والغيرة عند البعض لوفرة الغلال...
ولكن أحد المحتاجين للعنب أو للمال أو للحلال كان لا يوفره بمد اليد خفية وسرقة العناقيد الندية فيحتار لخسارة العناقيد أهي مدّة يد أم خطأ في العد !!!
فخطرت له فكرة عد العناقيد بتسمية العريشة وعد عناقيدها وكتابة ذلك على حجر أملس قربها بالحبر الأسود...
عاد في الأسبوع الثاني للطلة على الكرم فوجد كل شيئ على حاله باستثناء إضافة الحبر الأسود على الحجر الأملس وفق الآتي: العريشة السليطة عدد العناقيد 8 ناقص 2 الباقي 6.
فأيقن عندها أنّ الحرامي أراح له ضميره ووفر عليه العد واعترف بمد اليد،
رحم الله جيل تلك المرحلة ووهب الله العمر المديد للأحياء الأحباء منهم.