Advertise here

هذا ما فعلته الساعات الخمس بين الحريري وباسيل!

18 حزيران 2019 11:38:19

أعاد اللقاء بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، عقارب الساعة السياسية إلى ما قبل التوتر الذي ساد العلاقة بين التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل. أراد باسيل أن يطوي صفحة التوتر بوصفه مفتعلاً من قبل بعض المتضررين من التسوية، فيما لاقاه الحريري بالبيان الصادر عن مكتبه الإعلامي يؤكد فيه أن التسوية مستمرة وبقوة، وكأن الرجل أراد الردّ على كل الذين عارضوا خياراته بإيصال رسالة لهم بأنه ماض على طريقه التي يراها مناسبة بدون أي توقف عند أي اعتراض.

 

خمس ساعات وما بينهما دردشة سيراً على الأقدام بين السراي الحكومي وبيت الوسط، وانتقال بسيارة واحدة. كان المشهد كفيلاً بتعمّد إظهار عمق العلاقة بين الرجلين، وأن يقدم الحريري على هذا التصرف، فهذا يعني أنه متمسك بالتحالف مع باسيل إلى أقصى الحدود، مهما كانت ردود فعل بيئته الشعبية أو السياسية. وكأن مفاعيل مقدمة تلفزيون المستقبل التي كتبت لمهاجمة وزير الخارجية قد كتبت بماء، أو على لوح ثلج كحالة الحريري أمام انفعال جمهوره وبعض الضنينين عليه.

 

جددت الساعات الخمس آفاق التسوية، والتي من المفترض أن تستمر في المرحلة المقبلة بما يخص العديد من الملفات على رأسها ملف التعيينات، إذ بحسب ما تشير مصادر متابعة فإن هذا الملف كان الحاضر الأبرز على طاولة المشاورات، وعلى الرغم من وجود بعض الإختلافات في وجهات النظر حيال بعض المواقع والمناصب، إلا أن الإتفاق كان على إقرار التعيينات تباعاً وبشكل متقطع، بحيث يتم الإتفاق على كل مجموعة منها بمجموعتها، ما يعني فتح الباب أمام المقايضة.

 

ومما لا شك فيه، أن تجديد هذه التسوية التي يريد طرفاها أن تبقى على ثنائيتها، سيؤدي للمزيد من النتوؤات السياسية وغير السياسية في البلد، لأن منطق الثنائية دوماً ما يسعى إلى تكريس إلغائية بحث قوى أخرى، قد يتعمد الطرفان تهميشها ليس في التعيينات فقط، بل حتى في الإطار السياسي العام.