الأدوية المنوّمة عند الأطفال... حلّ يُثير القلق
09 تموز 2023
05:16
Article Content
بكاء الطفل المتواصل يحول ليل الام نهارا ونهارها ليلا، فتلجأ مرغمة الى لادوية المنومة بحثا عن بعض من الراحة لها ولطفلها.
للادوية المنومة بعض المحاذير بينما لا يتردد بعضهم الآخر في وصفها. ما هي حقيقة هذه الادوية؟
الاختصاصي في الصحة النفسية والعصبية الدكتور انطوان بطرس قمير قال ل "الديار": انا لا احبذ نظرية تنويم الطفل بطريقة اصطناعية - وافضل البحث عن السبب الذي يعيق نومه واعمل على معالجته. مشاكل النوم عند الطفل تظهر بعد عمر الخمسة اشهر اثر شعوره بالكآبة نتيجة بعده عن امه فيستيقظ اكثر من مرة خلال الليل بحثا عن حضنها، لذا علينا فهم الطفل قدر المستطاع حتى ولو كان صغيرا، فبقدر ما نفهمه نبتعد عن الدواء، وبقدر ما نوفر له الامان يتجاوب مع امه ويستجيب لرغبتها في نومه.
* ما هي مخاطرها على صحة الطفل الجسدية؟
- الخطورة الابرز التي تنتج عن الدواء المنوّم تكمن في الاخلال بجهازه التنفسي، حيث ان الطفل ما بين اليوم الاول والسنة من العمر لا يكون جهازه التنفسي مكتملا بعد، وبمجرد اعطائه دواء منوّما يخشى ان يؤثر على رئتيه وحركة تنفسه. الى ذلك تلعب العادة دورا كبيرا في مخاطر الدواء المنوم، بمعنى ان تكرار اعطاء الدواء للطفل يتحول الى عادة بالنسبة الى الام ، التي ترى فيه حلا لمشكلة ارق ابنها وبالتالي ارقها، وكذلك بالنسبة الى الطفل نفسه الذي يجد في الدواء وسيلة سهلة للغط في نوم عميق، وذهنيا.
* هل يمكن الحديث عن مضاعفات في هذا الاطار؟
- ان كل طفل يعطى دواء منوما يصاب بحالة من الخمول والكسل وعدم القدرة على التركيز والتعاطي مع الآخرين، باعتبار ان كل مرحلة من عمر الطفل تشهد تطورا ذهنيا معينا. فالطفل في عمر ما بين اليوم والسنة او تحديدا بعد عمر الخمسة اشهر يصبح اكثر قدرة على تحريك يديه ورجليه والامساك برأسه، واكثر معرفة لكيفية المشي والجلوس والوقوف واللعب والتجاوب مع الغير والرد على اسئلتهم، ولكن عندما يكون في حالة الخمول نتيجة تناوله دواء منوما، فانه يجد نفسه غير قادر على القيام بكل هذه الحركات، غير ان هذه المضاعفات هي مرحلية وتنتهي مفاعيلها بمجرد خروج الدواء من جسم الطفل.
هل من ادوية مخففة يمكن اعتمادها؟
- ثمة ادوية يمكن اللجوء اليها عند الضرورة القصوى تحتوي في تركيبتها على عناصر منوعة كدواء الحساسية مثلا ، واخرى اقل وطأة من غيرها وذات تأثير فعال، كما ان هناك دواء منوما كليا يلجأ اليه الاطباء عند حاجة الطفل لصورة "سكانر" او لصورة الرنين المغناطيسي مسؤولية الطبيب والام.
* ما هي نسبة الاطفال الذين يتاثرون سلبا بالمنوم؟
- نسبتهم لا تتعدى 5 في المئة ولكن هذه النسبة على قلتها، تقع على عاتق الطبيب المعالج لان النتائج لا تخلو من الكثير من الخطورة اقله على مستوى الجهاز التنفسي.
* هل ينبغي على الام الزام طفلها بساعات معينة من النوم باعتبار ان النوم معادل للغذاء؟
النوم بالنسبة الى الطفل عامل مهم جدا، ففي خلاله تفرز الهرمونات التي تساعد على نموه، خصوصا نمو العظام (من حيث الطول) ونمو العضلات فتقوى بنيته الجسدية منذ الصغر، من جهة ثانية يساهم النوم في تنمية القدرات الذهنية والعقلية لدى الطفل، والدليل على ذلك ان الطفل الذي يتمتع خلال الليل بنوم طويل يستيقظ صباحا هادئا ومبتسما.
في دراسة اجريت حديثا حول موضوع النوم عند الطفل دلت الابحاث على التالي: في خلال 8 ساعات من اصل 18 ساعة من النوم، يستعيد الطفل ما تعلمه او شاهده في يومه، حين يبلغ الطفل عمر السنة من الطبيعي ان ينام 13 ساعة يوميا، ومن ضمنها بعض الساعات عند الظهيرة، الطفل الذي يعتاد على النوم من خلال بعض العادات الجيدة (حمام دافئ – تدليك- تناول الحليب، قراءة قصة هدهدة) يستسلم لنوم عميق وهانئ.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.