شارك وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض في المؤتمر الذي نظمته "الوكالة الفرنسية للتنمية"، بالتعاون مع منظمات ومؤسسات صحية دولية في مدينة ليون في فرنسا، تحت عنوان "صحة واحدة مستدامة للجميع"، بحضور المدير الجديد لأكاديمية منظمة الصحة العالمية ديفيد أتكوأرينا David Atchoarena ووزيرة الصحة في السينغال ماري آوا كول سيك Marie Awa Coll Seck وممثلين عن منظمات مجتمع مدني ومتخصصة في الصحة من مختلف أنحاء العالم.
وانطلق الوزير الأبيض من كلمته في الحديث عن تجربة لبنان في مواجهة وباء الكوليرا. فذكّر بأن "لبنان الذي يعاني من نقص هائل في الموارد، تمكن من مواجهة هذا الوباء، الذي انتشر في البداية في البيئة الهشة لتجمعات اللاجئين والنازحين".
وتابع: "أن نجاح الوزارة في احتواء الوباء، يعود لإرساء خطة واضحة ارتكزت على مقاربة "الصحة للجميع" واعتمدت على تعاون الأفرقاء المعنيين جميعًا بدءًا من المجتمع المحلي إلى الجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية مشكورة بالتنسيق مع الشركاء المتعددين".
وشدد الوزير الأبيض على وجوب أخذ ثلاثة مكونات في الإعتبار لدى إرساء مبدأ "الصحة للجميع". وهي التالية:
أولا: الإقرار بالترابط الوثيق بين صحة الإنسان والبيئة التي يعيش فيها والحيوان، والعمل على وضع رؤيا مشتركة تحقق تبادل المعلومات واتخاذ القرارات الموحدة لمواجهة التحديات الصحية.
ثانيًا: فعالية الإدارة من خلال إنشاء مجموعات عمل متعددة الإختصاصات ومنصات مشتركة وآليات عملية تضمن التنسيق الفعال بين مختلف الأفرقاء.
ثالثًا: الحرص على المراقبة الحثيثة والترصد لتقييم المؤشرات الصحية وتحليلها واتخاذ القرارات الملائمة التي تضمن مبدأ "الصحة للجميع".
وأكد الوزير الأبيض أن "لبنان ووزارة الصحة العامة يقومان في هذا السياق بكل ما يجب القيام به لضمان مبدأ "الصحة للجميع"، بحيث يحصل المواطنون والمقيمون على أرض الوطن على الخدمات الصحية اللازمة، وذلك رغم ما يعانيه النظام الصحي من الأزمة المالية الحادة".
وختم مؤكدا أن "لبنان لم يتراجع يومًا عن واجباته"، شاكرًا للمنظمات الدولية الشريكة دعمها، ومتمنيًا في الوقت نفسه على المجتمع الدولي الاضطلاع بالمزيد من المسؤولية في هذا المجال.