الرفيق وليد جنبلاط، حضرة الرئيس، الكلمة لك!
لم يسمعها وليد جنبلاط يوماً، سمع أزيز الرصاص في كلمات سليمان تقي الدين: لقد إغتالوه! وهكذا كان إنتقال رئاسة الحزب من المعلم الشهيد إلى القائد الوليد معمدةً بدم الشهادة.
وبعدها بدأت مسيرة النضال السياسي والعسكري والتي إستمرت 46 عاما، المعركة تلو المعركة من الحركة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية وإسقاط إتفاق 17 أيار وجيش التحرير الشعبي مرورا بسوق الغرب وإتفاق الطائف وعودة المهجرين وثورة الأرز والإغتيالات و7 أيار ومعركة الحريات.
إنتصرنا بوليد جنبلاط وإنتصر بنا ولكنه كان يردد دائماً: لا حل إلا بالحوار والتسوية. فكان لقاء المصالحة التاريخي في المختارة مع البطريرك صفير متوازياً مع عودة المهجرين إلى الجبل وبناء الكنائس وإعادة تأهيل جامع المختارة تأكيداً على إسلامية الموحدين وبعدهم العربي ليعود الجبل جبل العيش المشترك جبل التلاقي والحوار جبل الإنسانية والحريات ورفض السجن العربي الكبير فعاد الجبل إلى لبنان وعاد لبنان إلى الجبل.
ست كلمات تختصر معمودية الدم من الشيخ بشير إلى اليوم. ست كلمات أخذت ستة وأربعين سنة من النضال ليقولها اليوم وليد جنبلاط: رفيق تيمور، حضرة الرئيس، الكلمة لك!
قالها ودمع العين يترجم ما في القلب، ناظراً إلى الحشود هنا وهناك مطمئناً بأنه سلّم الأمانة لمن يستحقها. مشى ثم تمهل وكأن صوت الشيخ بشير يدوي من الأفق البعيد مباركاً: لقد تحديت القدر وفعلتها يا وليد!