مشهد غير اعتيادي خطّه وليد جنبلاط بجرأته المعتادة في بلد لا يستقيل فيه أحد حتى "عريف" صف. ليس غريباً على وليد جنبلاط أن يُقدِم على خطوة قلّة في التاريخ من أقدم عليها، وهو من سطّر صفحات بالمواقف الوطنية والجريئة، فكان يحمل الأمانة الوطنية العربية في كل محطة وعند كل مفترق طريق.
وليد جنبلاط الذي حمل إرث المعلم الشهيد كمال جنبلاط معمّداُ بالدم، وخاض غمار العمل العسكري، والنضال الوطني الديمقراطي، أرسى بمواقفه الوطنية طريق المصالحة والمشاركة، فكان صوت الناس وضميرهم في كل المحطات.
سنوات عديدة خاض فيها وليد جنبلاط تجربة النضال السياسي مستشرفاً المستقبل من متن التاريخ، وهو وحده بتلك الشخصية الحريصة استطاع أن يجمع كل الوطن وأطيافه، بكل تناقضاتهم، معه وحوله، فتح كل القنوات الحوارية والتواصل، ليقود لبنان في كل محطة سياسية ووطنية مفصلية.
سنوات عديدة خطّ فيها وليد جنبلاط الانتصار تلو الآخر، عسكريا وسياسيا واجتماعيا، حقق انتصاراته في زمن الحرب، وأرسى في زمن السلم انتصار "مصالحة الجبل"، والتاريخ خير شاهد، لأن إرساء السلم والمصالحة يتطلب شجاعة اكثر من العمل العسكري، وطي صفحات الماضي التي انكتبت بالدماء والحروب أصعب من خوض الحروب، وذلك يستحق الجهد والعمل والتضحية أكثر من الحرب.
ولسنوات عديدة قادمة، وبدل الإرث إرثان، يحملهما معه تيمور جنبلاط بكوفية التعب والعروبة، كوفية النضال والسلم، كوفية الشعوب الحرة أينما كانوا. ففي زمن تكثر فيه الخطابات المرتفعة السقوف والشعارات الرنانة، تبقى قناعة تيمور جنبلاط ببناء مستقبل مشرق ومستقبل الشراكة والمصالحة راسخة، لنعبر معه الى شرق جديد.
قلة من يمتلكون تلك القناعة والرؤية لصون الشراكة وبناء وطن الحريات والحقوق، وقلة هم الكبار؛ ولكن عندما يتكلم الكبار لا مكان لأي حديث آخر.