حفل إطلاق "متحف محترف عساف" برعاية وحضور وزير الثقافة
22 حزيران 2023
13:07
آخر تحديث:29 حزيران 202316:29
Article Content
برعاية وحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى تم الإعلان عن إدراج "محترف عساف الورهانية" على لائحة المتاحف الوطنية اللبنانية في حفل أقيم في الورهانية، حضره مشايخ، مدير المكتبة الوطنية في بعقلين الأستاذ غازي صعب ممثلا″ رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، النائب أكرم شهيب ممثلا" بعقيلته ورئيسة جمعية إحياء السيدة سلمى الجردي شهيب، النائب كميل شمعون ممثلاً بنجله الأستاذ كريم شمعون، مدير عام اليانصيب الوطني اللبناني الأستاذ رضوان غانم، الأخوة: عساف ومنصور وعارف عساف، رئيس بلدية الورهانية الأستاذ سمير غانم، مختار البلدة الشيخ كامل غانم، رئيس إتحاد بلديات الشوف السويجاني المهندس يحيى أبو كروم، معتمد العرقوب في الحزب التقدمي الإشتراكي سهيل أبو صالح، ومسؤول الإعلام في المعتمديّة نزار يحيى، رؤساء بلديات، شخصيات ثقافية وفنية وإجتماعية، وجمع من الفعاليات والمهتمين.
عساف
بعد ترحيبه بالحاضرين، لفت الفنان منصور عساف إلى أن العام 2022 كان سنة تحول بالنسبة للأخوة عساف، عندما زار سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى ووزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى محترف عساف، ووعد بمنحه رخصة متحف وطني، فكلف مديرة المتحف الوطني الأستاذة آنا ماري عفيش بزيارة المحترف وتصنيف المتحف الموجود فيه، قائلا" "هذه لحظة تاريخية، أن نصل اليوم إلى إطلاق متحف محترف عساف، ونأمل أن يصبح في المستقبل متحفا" مفتوحا" يستقبل نحاتين لبنانيين، يضيفون على المنحوتات الموجودة، تماثيل لعظماء ومبدعين من زمنهم، كما ونهدف بشكل أساسي إلى تنفيذ مشروع أكاديمية لتعليم فن النحت وتدريب راغبين موهوبين".
غانم
وفي كلمة ألقاها رئيس بلدية الورهانية الأستاذ سمير غانم، قال "تعتبر المتاحف من المؤسسات التعليمية، ووسيلة هامة لتبادل وإثراء الثقافات المختلفة والتعرف على الماضي وربطه بآفاق الحاضر والمستقبل"، موجها" تحية تقدير للأخوة عساف على هذا المشروع السياحي والثقافي على مستوى الوطن والمحيط، والذي يفوق الوصف والخيال والتجرد لما يحتويه من قطع فنية وتماثيل ولوحات.
المرتضى
وجاء في كلمة راعي الحفل، وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى: "عندما تحضر وتجلس في هذا المكان تحمل معك “كلمة مكتوبة” إلا أنك تسرح الى غير مكان، اول ملاحظة سمعت الموسيقى والأغاني وعند إطائها، لا زلنا نسمع الموسيقى وحتما انكم تسمعونها، وثاني ملاحظة فان رئيس البلدية مهد من حيث لا يدري الطريق لي فأنا وعدت وأوفيت، “المرء حرُّ حتى يعد” ويجب أن نفي بوعودنا، ولكن يجب أن نحصل على شيء بالمقابل، هناك مدن جميلة جدا في العالم فأنا عائد من موسكو معتبراً مدينة تبهر وعند زيارتها نقول أنها المدينة الأجمل، وممكن ان تكون أجمل من هنا… ولكن هنا يوجد سحر خاص وميزة خاصة، تجلس وتتأمل وتدخل في حالة وعي وما هو هذا البلد وما اهميته وحجم الروعة التي يتمتع بها، عندها تقول ان الله منعم علينا بشيء غير ميسّر لأي دولة ثانية وشعب آخر يجب أن نعي لهذه النعمة، بالنتيجة طلبي هو التالي، ومن المفترض ان تصفقوا صفيقاً عالياً، كي تحرجوا بيت عساف كي يقبلوا، يحق لوزير الثقافة أن يقضي يوماً في الأسبوع هنا، يأتي في الصباح ويمضي نهاره ويسير أعماله من هذا المكان".
وأضاف "محترف عساف الذي اصبح منذ هذه اللحظة “متحف عساف” مدرجاً على لائحة المتاحف الوطنية، واذا استطعتم اقناع آل عساف ان يصبح هذا المتحف مستقر لوزارة الثقافة ليوم في الأسبوع، الموضوع الأخر، عندما تأتي الى هنا اشعر بانك سافرت من بلد الى بلد آخر.
وقال "بالقرب من لبنان الذي أتعبناه بخلافاتنا، هنا لبنان الذي يتحفنا بجماله ويكاد ينسينا أننا في أعماق الأزمة، إنها أعماق الطبيعة الشوفية من الورهانية التي تخرجنا إلى نسائم الحرية ومطايا الإبداع وسمو الإرتقاء إلى المطلق، أن نصف ما نراه من ابداع الإخوة عساف ومنصور وعارف، لا يفي بالغرض من أجل الإعتزاز بلبنان فالمشاهدة هنا في حاجة لحاسة روحية أبعد من حاسة النظر"، مشيرا" إلى أن "الحجارة هنا تخلت عن جلمودها لترتدي فستاناً تغازله نسائم الحرية لأنه لا فناً بلا حرية ولا ابداعاً بلا حرية ولا لبنان بلا حرية، نحن ايها الأخوات والإخوة في هذا المتحف المحترف أمام طبيعة متأنسنة، طبيعة خام خلقها الله وسلّط عليها أنامل الفنانين فاستحقت الوهتها عبر أيادي البشر، هنا قطعة سما على ما كان يردد العظيم وديع الصافي عن لسان الشاعر الكبير يونس الإبن، وربما أيضاً قطعة تجمع الأرض بالسماء حيث يمكن تلمّس عذوبة السواقي وحفيف أوراق الشجر، وهل من بيئة أرقى من هذه البيئة التي يولد الفن فيها؟".
وأردف "كل ما في هذا المكان يعبق بالحياة كما نود أن نعيشها دون أن يتاح لنا ذلك، الحياة بلا ضوضاء بلا صخب بلا ضجيج، من منا أيها الأحبة لا يود العودة إلى بساطة المصدر وعمق الجذور وروعة الأشياء التي تربينا عليها، حجارة مصقولة بلون طفولتنا، وما أجمل البيوت التي تردّنا الى طفولتنا، نتحدث إلى جرن، نعانق سطيحة، ونتسمر مع قنديل، يرد الناس من غربتهم، من إقامتهم الجبرية في أشيائهم الآسرة، الناس باتوا أسرى الحضارة الرقمية"، لافتا" إلى أن "آل عساف يعيدوهم إلى الحضارة الثقافية، هنا فيلسوف، وهناك أديب، هنا شعر، وهناك عظيم من عظماء بلادي يستلقون هانئين على خصر تلة او في مهجة صخرة او ينتصبون في قاماتهم وقيمتهم في كل امكنة المتحف المحترف، واليوم أيها المبدعون الثلاثة، نعلن من هاهنا من الورهانية لكل لبنان إدراج محترفكم متحفاً على لائحة المتاحف الوطنية اللبنانية الرسمية، نعلن ذلك لكل لبنان، لأن لبنان كله معنيُ بهذا الجمال الذي تنام فيه الطبيعة على رجاء القداسة، قداسة التاريخ في صيرورته التي تجمدت في الأمكنة وتحررت في الأزمنة".
وتابع "أيها الأحبة، تأملوا في حوار العناصر في هذه الأرجاء، الماء والتراب والشمس والهواء في تآلف وتوافق، أليست أفضل حالاً من عناصر السياسة المتنافرة والمتضادة؟، هنا تنتخب العناصر كل يوم نهاراً بهياً تحت الشمس، وهناك يتعطل كل يوم انتخاب رئيس للجمهورية، بتعطل حوار المكونات ولو أن السياسة تتعلم من الحجارة في هذا المكان لتأنسنت وتواضعت. لذلك نطلق مجدداً نداء الحوار غير المشروط بين القوى السياسية من أجل وضع حد للفراغ الرئاسي والسياسي في بلدنا والذي كلفنا شللاً في مؤسسات الدولة قد يكون لا عودة لنا منه إن طال أمده، فليتعالى بعض اللبنانيين على الصغائر والأنانيات والحسابات الخاطئة، ولنذهب إلى انتخاب رئيس يستجمع من المزايا ما يمكّنه من مواجهة تحديات واقعنا الراهن، رئيسٍ مطمئن للمسلمين، وفي الآن عينه أمين على الحضور الفاعل للمسيحيين، رئيسٍ لا يبيع ولا يُشترى، رئيسٍ يبثّ روح التلاقي بين مختلف مكونات هذا الوطن، ويحفظ الصيغة اللبنانية وأساسها عيش المعية على قاعدة التنوع من الوحدة، رئيسٍ وطنيٍّ عربيٍّ واضحٍ في عدائه لإسرائيل وواعٍ لخطرها الوجودي على لبنان الكيان، رئيسٍ يحيي الأمل ويضخّ فينا العزيمة على العمل، رئيسٍ يحمي هويتنا وقيمنا اللبنانية الجامعة، ويصون مقدّراتنا، ويقولها لااا صارخةً في وجه أصحاب أجندات بثّ الشقاق والشرذمة ورفع المتاريس النفسية وغير النفسية بين اللبنانيين. أيها الأحبة، يستحق هذا المحترف الذي جاهد من أجل تألقه أخوة ثلاثة أعزاء منذ أكثر من 38 سنة، فحصدوا الجوائز العالمية، وورثوا حب الأرض عن أبيهم، فخرج من تحت أزاميلهم وريشاتهم متحفٌ يؤرّخ لمقاومة الموت والإنحلال، متحفٌ يقيم مأدبة الحياة للوطن، وهو أثر نصرّ على حفظه وصيانته، ليس فقط كوزارة الثقافة إنما أيضاً كدولة لبنانية ومجتمع لبناني، وهو يعتبر مفخرةً تجعلنا نصرّ على إدراجه على لائحة المتاحف الوطنية اللبنانية الرسمية ضمن خريطة المعالم الثقافية الأساسية في لبنان لأنه يعكس وجهنا الحقيقي ويحجب وجهنا المستعار الذي لا يشبهنا".
وختم شاكراً المبدعين عساف ومنصور وعارف، "ولا عجب أن تفخر الوهانية بهم وأن يفخر لبنان بإبداعهم الذي يُخرج من هذه الأرض المباركة إلى أقاصي الأرض".
بعدها كانت جولة للحاضرين في أرجاء المحترف.