إلى هيثم وعنه..

20 حزيران 2023 13:57:51 - آخر تحديث: 02 تموز 2023 21:02:31

تخذلني الكلمات، وتهرب منّي، لأنّها مهما فَخُمتْ وفَصُحَتْ تبقى قاصرةً عن وصف الألم الذي تركه غيابك في قلوبنا، وعن التعبير عمّا كنتَ تتميّزُ به من سماتٍ ومناقب.

أبو الشهيد..
كلّ إنسان معرّض لخسارة أخ  أو صديق  أو نسيب، ولكن خسارتنا بك كانت أكبر..

خسرناكَ أخاً مُحبّاً..
خسرناكَ صديقاً وفيّاً..
خسرناكَ رفيق عقيدةٍ ودربِ نضال..
خسرناكَ قائداً شجاعاً مميّزاً..
خسرناكَ رجلاً بكلّ ما للكلمة من معنى..

أبو الشهيد..
في السلم كنتَ بطلاً.. وفي الحربِ مقداماً.

في السلم حملتَ هموم أهلك ورفاقك ومواطنيك، وطالبتَ بحقوقهم وسعيتَ إلى تحصيلها بكلّ ما أوتيتَ من عزم ونشاط.. ولمّا بايعوك رئيساً لبلدية الشويفات عملتَ بإخلاص وجهد لمصلحة مدينتك وأهلها، فما قصّرت ولا توانيت..

وعندما كانت الحرب، اختارتك قيادة الحزب قائداً من قادة المعارك، فكنتَ مثالاً في التضحية والبسالة والإقدام والتخطيط والصمود، فسجّلتَ ورفاقك الإنتصارات، ولم ترهبكم باخرات المارينز ولا طائراتهم، فكنتم رمزاً للصمود الذي دعانا إليه المعلّم الشهيد كمال جنبلاط قبيل استشهاده..

وفي العمل السياسي، أُسندت إليكَ مهمّاتٍ عديدة، فكنتَ المسؤول الثقة، والرجل المناسب في المكان المناسب، قدّمت الصورة الناصعة عن الحزب، فاحترمكَ خصومكَ قبل حلفائك ورفاقك..

أبو الشهيد..
ما اختزنه شخصكَ من صفات دفعت الرئيس وليد جنبلاط إلى إطلاق لقب الأمير عليك، وهو كانَ يرمزُ إلى صفات الأمير الحقيقي، وهي الشجاعة والمروءة والوفاء والكرم ونكران الذات وقد رآها جميعها متجسدةً فيكَ..

أبو الشهيد..
ستفتقدك جلساتنا، وتسأل عنكَ اجتماعاتنا وتشتاقُ إليكَ مهمّاتنا..
بالأمس كنّا نتحدثُ إليكَ.. واليوم نتحدثُ عنكَ.. إنّها مشيئةُ الله، فلهُ ما أعطى ولهُ ما أخذَ، ونحن بقدره راضون، ولإرادته مسلّمون، وإنّا لله وإليه راجعون.

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".