Advertise here

هل غيرت فرنسا مبادرتها الرئاسية؟

10 حزيران 2023 08:47:03

حصلت تطورات ملفتة في المرحلة الاخيرة وفقا لمصادر ديبلوماسية حيث ان الادارة الفرنسية غيرت المسؤول عن الملف اللبناني من باتريك دوريل الى وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان، مشيرة الى انه عندما يحصل تغيير من هذا القبيل يعني ان هناك تحولا فرنسيا في مقاربة وادارة الوضع السياسي اللبناني، ويدل ان فرنسا تبنت مبادرة جديدة حيال الاستحقاق الرئاسي.

التطور الثاني يكمن في موقف السعودية الذي لم يتبدل حيال الشان الرئاسي، وهو انها لن تتدخل في الشان الداخلي اللبناني، وهذا يعني ان الرياض لا تريد ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية من منطلق غالب ام مغلوب. وهنا كشفت المصادر الديبلوماسية للديار انه للمرة الاولى يحصل تقاطع فرنسي-سعودي-اميركي حول لبنان، بعدما كانت فرنسا تسعى الى ترويج لمبادرتها الرئاسية التي لمست انها وصلت الى حائط مسدود.

ورأت هذه المصادر ان اليوم اصبح هناك موقف خارجي من الدول المعنية بلبنان تدعم وتحث على انتخاب رئيس للجمهورية من خارج الاصطفافات السياسية، اي ان ياتي رئيس على مسافة واحدة من الجميع ولديه برنامج اصلاحي.

والتطور الثالث هو ان البطريرك الراعي يتحدث عن ارتياح الفاتيكان وفرنسا لتوافق المسيحيين على مرشح معين. وقال ان الاجماع على ترشيح جهاد ازعور تم اختياره من ضمن اللائحة التوافقية التي وضعتها بكركي، وبالتالي كلام الراعي يعني ان الكنيسة المارونية تريد انهاء الشغور الرئاسي باسر ع وقت ممكن وعلى اساس لا غالب ولا مغلوب.

وباختصار، اعتبرت المصادر الديبلوماسية ان لبنان امام مشهد خارجي ومشهد كنسي يدعم مجيء رئيس توافقي الى جانب تقاطع المعارضة مع التيار الوطني الحر ايضا على رئيس غير استفزازي.

لبنان لا يحكم بمنطق غالب ومغلوب ومعادلة الرئيس الراحل صائب سلام يجب ان تكون القاعدة في العمل السياسي

وفي سياق متصل، قالت مصادر مطلعة للديار ان لبنان لا يحكم بهذه الطريقة وان كسر اي طرف لم يؤد يوما الى اي نتيجة مفيدة ولا ايجابية، وليس بالضروري ان هذا الكلام يعني الرضوخ والاستسلام، بل وحده الحوار والتوافق يسهلان انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. وعلى سبيل المثال، لم يكن للعماد ميشال عون ان يكون رئيسا للبلاد عام 2016 لولا حصول اتفاق معراب وان كان حزب الله رشحه ودعمه حتى النهاية، كما ان الرئيس ميشال سليمان اتى بعد اتفاق الدوحة في حين ان الرئيس اميل لحود انتخب رئيسا للجمهورية بموجب اتفاق سوري-سعودي، اما الرئيس الياس الهراوي فقد انتخب بعد اتفاق الطائف وبمباركة سورية-سعودية.

وفي النطاق ذاته، اعتبرت اوساط سياسية رفيعة المستوى للديار ان لبنان يقوم على قاعدة التوافق بين اللبنانيين والمساواة بينهم. واشارت الى ان المعادلة التي وضعها رئيس الحكومة الراحل صائب سلام لتجاوز ثورة واحداث 1958 هي لا غالب ولا مغلوب، لان لا يمكن لاي صيغة ان تتطور او اي مجموعة ان تشعر بالارتياح في وطنها في ظل معادلة لا غالب ولا مغلوب. ولذلك يجب ان يرتكز اي حل على قاعدة لا غالب ولا مغلوب انطلاقا من المساحة المشتركة التي تجمع اللبنانيين، اي الدولة والدستور. وفي حال شعر طرف لبناني بانه مظلوم ومغلوب على امره، فهذا يعني ان الوضع سيبقى في حالة عدم استقرار. واضافت الاوساط السياسية ان الافرقاء اللبنانيين يجب ان يلجؤوا الى صناديق الاقتراع في المجلس النيابي ضمن اللعبة الديموقراطية السليمة.