في يوم البيئة العالمي "الطبيعة تُحتضر".. فهل مَن يتحرّك؟
06 حزيران 2023
04:50
Article Content
يصادف يوم أمس الخامس من حزيران يوم البيئة العالمي، ويعد هذا اليوم بمثابة تذكير بالحاجة الملحة للتصدي للتأثير الشديد الذي يلحقه التلوث ببيئتنا. مع الأسف، يعاني الكوكب وأنظمته البيئية الثمينة حاليًا من العواقب المدمرة للتلوث، الذي له آثار عميقة وبعيدة المدى على كل من البشرية والطبيعة. فبدءاً من تدهور جودة الهواء وصولاً إلى تلوث مصادر المياه الحيوية، ظهر التلوث كتهديد وشيك يتطلب اهتمامنا الفوري والعمل المتضافر.
أكثر الملوثات ضرراً بالبيئة
يعد تلوث الهواء مشكلة كبرى في عالم اليوم، والكثير من الناس في مختلف أنحاء العالم يتنفسون الهواء الملوث، مما يلقي بآثاره السلبية على صحتهم. إليكم أبرز العوامل المساهم في انتشار التلوث في العالم:
- الانبعاثات الصناعية: تساهم الصناعات بشكل كبير في تلوث الهواء من خلال إطلاق الغازات والجسيمات الضارة. يؤدي احتراق الوقود الأحفوري، والإدارة غير السليمة للنفايات والعمليات الصناعية إلى إطلاق ملوثات تؤدي إلى تدهور جودة الهواء وتضر بالنظم البيئية.
- تلوث المركبات: أدت الزيادة السريعة في عدد المركبات على الطريق إلى زيادة تلوث الهواء. تطلق انبعاثات المركبات، خاصة من المركبات القديمة أو التي لا تتم صيانتها بشكل جيد، مواد سامة مثل أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والجسيمات.
- التلوث البلاستيكي: أدى الاستخدام الواسع النطاق للمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد وممارسات التخلص غير السليمة إلى تلوث بلاستيكي هائل. تجد النفايات البلاستيكية طريقها إلى المحيطات والأنهار ومكبات النفايات، مما يتسبب بإلحاق الضرر بالحياة البحرية، وتلويث مصادر المياه، وتعطيل النظم البيئية.
- إزالة الغابات: للتدمير المستمر للغابات آثار ضارة على البيئة، فتساهم إزالة الغابات في تلوث الهواء عن طريق تقليل قدرة الأرض على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين. كما إنه يعطل النظم البيئية، ويهدد التنوع البيولوجي، ويزيد من مخاطر تغير المناخ.
- التلوث الكيميائي: يشكل إطلاق المواد الكيميائية الخطرة في البيئة تهديدات خطرة لكل من صحة الإنسان والنظم الإيكولوجية. يحدث التلوث الكيميائي من خلال العمليات الصناعية، والأنشطة الزراعية، والتخلص غير السليم من المواد السامة، مما يؤدي إلى تلوث المياه، وتدهور التربة، والآثار الصحية الضارة.
حلول وخطوات يجب تطبيقها
تعتبر ظاهرة التلوث البيئي من أخطر الأزمات التي باتت تهدد جميع أشكال الحياة على كوكب الأرض، لذا، فمن الضروري اتّباع خطوات طارئة لإنقاذ البيئة قبل فوات الأوان، أهمها:
- أولاً تبني ممارسات مستدامة: إن تبني أنماط حياة مستدامة أمر بالغ الأهمية للحد من التلوث، يجب أن نعطي الأولوية لمصادر الطاقة المتجددة، الحفاظ على المياه، ممارسة الإدارة المسؤولة للنفايات، ودعم المنتجات الصديقة للبيئة. فالتغييرات الصغيرة مثل استخدام الأجهزة الموفرة للطاقة، واستخدام السيارات، وإعادة التدوير يمكن أن يكون لها تأثير كبير.
ثانياً تعزيز «النقل الأخضر»: تشجيع استخدام وسائل النقل العام وركوب الدراجات والمشي يقلل من تلوث المركبات. يمكن للحكومات الاستثمار في البنية التحتية للنقل العام، وتعزيز المركبات الكهربائية، وتنفيذ معايير انبعاثات أكثر صرامة للتخفيف من تأثير النقل على التلوث.
- ثالثاً دعم السياسات واللوائح البيئية: من الضروري الدعوة إلى وضع سياسات وأنظمة بيئية أقوى على المستويات المحلية والوطنية والدولية. يجب أن تسن الحكومات وتطبق قوانين تحد من الانبعاثات، وتعزز الممارسات المستدامة، وتفرض عقوبات على الانتهاكات البيئية.
- رابعاً التثقيف والتوعية: يؤدي التعليم دورًا حاسمًا في مكافحة التلوث. فيجب رفع مستوى الوعي حول مخاطر التلوث وتأثيره في صحة الإنسان والبيئة. من خلال تثقيف الأفراد والمجتمعات والأجيال المقبلة، يمكننا تعزيز الشعور بالمسؤولية وإلهام العمل.
خامسا تعزيز التعاون و»الشراكات»: تتطلب معالجة التلوث جهودًا تعاونية، فيجب على الحكومات والشركات ومنظمات المجتمع المدني والأفراد العمل معًا لتطوير حلول مبتكرة وتبادل المعرفة وتنفيذ استراتيجيات فعالة. كما يمكن أن تؤدي «الشراكات» إلى أنظمة أفضل لإدارة النفايات وتقنيات أنظف وممارسات مستدامة.