صورة الرئيس

06 حزيران 2023 07:31:46

لماذا هذا الصراع على رئاسة الجمهورية طالما أنّ صلاحيات الرئيس محدودة؟

لا يزال منصب رئاسة الجمهورية يمتلك من الصلاحيات كي يكون مؤثراً في الحياة السياسية اللبنانية وأبرز هذه الصلاحيات الشراكة الكاملة في تشكيل الحكومة وهي السلطة التنفيذية التي ستدير البلاد وستأخذها، إمّا باتجاه استمرار الانهيار وإمّا باتجاه الإنقاذ.

ولكن الأهم من هذه الصلاحية وغيرها من الصلاحيات هي أنّ رئيس الجمهورية اللبنانية هو الصورة التي نطل بها على العالم والتي لها تأثير كبير في كيفية تعاطي الدول معنا.

صورة الرئيس المطلوبة هي أن يكون ذا شخصيةٍ قويةٍ تؤكد أنّ قراره نابع من قناعةٍ ذاتيةٍ مستندةً إلى أدلةٍ وشواهد وإلى مصلحة لبنان واللبنانيين لا أن يكون شخصيةً لا تستطيع اتخاذ قرارٍ وإبداء رأيٍ حرٍ وكأنّه ينتظر من يملي عليه أو يوجهه.

صورة الرئيس المطلوبة هي أن يكون عالماً بكل ما يدور حولنا في العالم القريب والبعيد ليس فقط لأنّ هذا الأمر من متطلبات الرئاسة بل لأنّ اللبنانيين موجودون في كل أنحاء العالم ويشاركون في القرار السياسي والإقتصادي في العديد من الدول.

صورة الرئيس المطلوبة أن يكون محاطاً بمجموعةٍ من المستشارين والخبراء الذين يساعدونه في إدارة كل قضية ومسألة ونقل ما يتم التوافق عليه معه إلى مجلس الوزراء حيث القرار النهائي.

رئيس لبنان هو صورة عن الخيار والاتجاه السياسي الذي يعتمده البلد، وهذا الخيار ليس تفصيلاً صغيراً بل هو عامل أساسي في كيفية تعاطي دول العالم معنا ولا يمكن تجميل صورة هذا الخيار بكلام منمق أو نوايا او حتى أفعالٍ لا ترقى إلى حركةٍ فعليةٍ لتغيير الصورة السيئة فهكذا تحركات لم تعد تنطلي على تلك الدول التي تعرف جيداً أن صورة الرئيس تعني إتجاه القرار والولاء.

صور الرؤساء الذين تعاقبوا منذ الطائف حتى اليوم لم تعكس أبداً الصورة الحقيقة للبنان أو بالأحرى الصورة التي يجب أن تتظهر عن هذا الوطن، وقد كان وجود الرئيس الشهيد رفيق الحريري في رئاسة الحكومة بمثابة تعويض عن صورة الرئاسة إلى أن تم اغتيال الرئيس الحريري ففقد لبنان وجهاً آخر من الصورة المشرقة، ولم يتح المجال بعدها لأي من رؤساء الحكومات وتحديداً الرئيس سعد الحريري باستعادة هذه الإشراقة.

الفرصة متاحة اليوم كي يكون للبنان صورة مشرقة في رئاسة الجمهورية وفي رئاسة الحكومة وهنا تكمن أهمية موقع رئاسة الجمهورية فهو ليس تفصيلاً في بلد يملك كل مقومات العيش الكريم والحر إن وجدت سلطة تعيد إلى الحياة الدولة التي تم اغتيالها.