Advertise here

رفض ارتداء ثوب الحداد على لبنان... سمير قصير تنفس حرية حتى الشهادة

02 حزيران 2023 17:12:34

"أما التصفية السياسية فيقين... وأما الجسدية فربما كذلك... إستنتاج يصح مؤكداً إذا لم ينجح العمل السياسي في تركيع أصحاب الرفض".

بهذة الكلمات وصّف المعلّم الشهيد كمال جنبلاط الإغتيال السياسي أو التصفية الجسدية. فلبنان الذي شهدت أيامه وسنواته وداع قافلة من شهداء الكلمة الحرة والموقف والصراع من أجل البقاء، ما زال يواجه أعداء الحرية والانفتاح والربيع المُزهر.

وها هي ثمانية عشرة سنة مضت على إغتيال الصحافي والكاتب سمير قصير، صاحب الرؤية التحريرية التي سارت جداولاً مليئة بقيم الحرية وترسيخ الهوية العربية، منتفضاً على كل عقلية توتاليتارية التي حاولت بالتهديد والوعيد ان تسكته وفشلت، ولم تجد سوى "متفجرة الغدر" سبيلاً لإسكاته.

وكثيراً ما عوّدنا أعداء الحرية والتقدم على استهداف أهل الفكر والكلمة الحرة، وسمير قصير المناضل والمؤثر إستطاع أن يكون ملهماً وموجهاً للشباب من الجامعات الى جادات النضال. فربيع لبنان، والعرب ايضاً، كان بالنسبة لسمير قصير بتفتح الفكر وشحذ الهمم والروح الوطنية، لأن الاوطان محتوى متطوِّر بعيد الآفاق.

ولما كان من الصعب أن يتنفس لبنان حرية، إثر القمع الامني، رفض سمير قصير أن يلبس ثوب الحداد على الديمقراطية وحرية التعبير التي تميز بها لبنان، وحفر بقلمه "عسكر على مين؟"

إن الدليل الأبرز على الإغتيال السياسي، هو المكسب السياسي. ومع مرور الايام وما وصلنا إليه في لبنان ودول عدة في العالم العربي من واقع عصيب وهلاكٍ منّظم، لا بد أن نعود الى سمير قصير وكل من إستشهد من أجل قول الحق والحقيقة ورفع الظلم والظلامة.

واليوم بعدما تجرعنا ما تجرعناه، لا يجب أن نستسلم ونتكيّف، لا يمكن أن نكون دمية في يد الأقدار، تؤرجحنا يميناً ويساراً، فلا بد أن نحمل زادنا وعتادنا من أجل وجود هذا الوطن وحريته وبقاءه ووفاءً للشهداء الأبرار والنظر الى المستقبل بفحوى مبادئهم.