زار وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي المقر العام للمديرية العامة للأمن العام، حيث كان في إستقباله المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري.
وقدم الوزير مولوي التهاني للواء البيسري لمناسبة ترقيته.
وبعدما أدت قوة من الامن العام التحية لمولوي والبيسري، تحدث اللواء البيسري في حضور الضباط الكبار ورؤساء المراكز، وقال: "نجتمع معكم اليوم يا صاحب المعالي للمرة الثانية منذ تسلمي المسؤولية، لنشكركم على احاطتكم المديرية العامة للامن العام بالرعاية والدعم الدائمين والمستمرين لها. ولنؤكد لكم اننا سنبقى اوفياء لقسمنا، في سبيل اعلاء شأن هذه المديرية لتبقى رائدة في العمل المؤسساتي، بما يخدم متطلبات المواطنين والمقيمين على ارض لبنان، ويسهل تنفيذ المعاملات بعيدا من الروتين الاداري".
وتوجه البيسري الى الوزير مولوي: "أن التحديات تكبر يوما بعد يوم، والمسؤوليات تتعاظم، وفي مقدمها قضية النازحين السوريين، التي تشكل تحديا وطنيا جامعا، تحتاج الى اتحاد ارادات لمعالجتها وفق خطة عملية بالتنسيق مع الحكومة السورية والمجتمع الدولي.
وفي هذا الاطار، فإن الامن العام يقوم بما يلزم لرعاية شؤون كل السوريين الموجودين في لبنان، لجهة انجاز معاملاتهم وتسوية اوضاع المخالفين منهم، ليتسنّى لهم العودة الى ديارهم تلقائيا، او من خلال آلية العودة الامنة والطوعية التي تنظمها المديرية.
أضاف :"لا بد من الاشارة ايضا، الى التعاون القائم والمستمر بين الامن العام والجيش اللبناني في تنفيذ قرارات الدولة اللبنانية ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بقرار المجلس الاعلى للدفاع القاضي بإعادة كل من دخل الى لبنان خلسة بعد تاريخ 24/4/2019، وهذا قرار رسمي من واجبنا تنفيذه، ولا علاقة له بمسألة النزوح بعدما استتب الامن على معظم الاراضي السورية، ولا ضرورة للمزايدة والاستثمار في هذا الموضوع.
الى جانب كل ذلك، تقوم المديرية بمتابعة ملفات النازحين المسجلين، خصوصا لناحية اعادة توطينهم في بلد ثالث، تأكيدا على ان لبنان بلد مرور وليس بلد لجوء. وفي هذه المناسبة، اتوجه الى مسؤولي المنظمة الاممية التي نقدر دورها وعملها الانساني، ومن خلالكم، لتسليم "الداتا" الخاصة بالسوريين المسجلين في سجلاتها، من دون شروط مسبقة".
وأكد اللواء البيسري "ان الامن العام حريص كل الحرص على الحفاظ على المعايير الدولية التي تضمن أمن البيانات الشخصية وتصون حقوقه. كما لا نقبل ان نساوم على حقنا في الاطلاع على المعلومات الشخصية لكل اجنبي موجود على ارضنا".
وقال :"إن المناخ الامني في لبنان يشهد استقرارا، يتوجب علينا العمل بكل جهد لتثبيت مناعته وتمتين صلابته، وصد أي عمليات اختراق من قبل العدو الاسرائيلي او من قبل المنظمات الارهابية، وقطع دابر شبكات الاجرام والتهريب والخطف، وما حصل بالامس مع المواطن السعودي، خير دليل على جهوزية الاجهزة العسكرية والامنية في التنسيق والمتابعة، لا سيما منذ الدقائق الاولى من عملية الخطف، حيث كان معالي الوزير على اطلاع بكل المعلومات والمعطيات المتوافرة لدينا، خصوصا لجهة تحديد دائرة وجود الخاطفين.
وهنا لا اكشف سرا اذا قلت، ان الوزير بقي على تواصل معنا ومع كل قادة القوى العسكرية والامنية حتى انتهاء العملية. واؤكد ان نتيجة ما حصل كان رسالة صريحة الى كل من يعنيهم الامر من قطاع الطرق، بأن القوى الامنية ستبقى، تحت رعاية الدولة والقانون، العين الساهرة والقوة الضاربة لكل من تسول له نفسه زعزعة امن الوطن والمواطنين والمقيمين على ارضه".
وتابع البيسري : أجدد ندائي الى كل المواطنين، بأن يكونوا على ثقة بأن جوازات السفر مؤمنة ومتوافرة للجميع، ولا ضرورة للتهافت الى مراكز الامن العام، واطمئنهم ايضا الى ان الاجراءات الادارية الرسمية لتأمين جوازات سفر اضافية للسنوات المقبلة اصبحت في نهاياتها".
وختم اللواء البيسري :" أخيرا، اتوجه اليكم بالشكر على هذه الالتفاتة المميزة تجاه المديرية العامة للامن العام، وعلى كل ما قمتم وتقومون به من اجل صمود العسكريين في هذه الظروف المعيشية القاسية، وهم بدورهم يؤكدون لكم الاستمرار في عملهم ومهامهم بكل اخلاص وتفان مهما اشتدت الصعاب".
مولوي
بعدها تحدث الوزير مولوي مهنئا اللواء البيسري بالترقية وتوجه بالتحية لكل ضباط وافراد الامن العام، وقال: "إن البلد يمر في ظروف صعبة للغاية وهذه الازمة تطال الامن العام كما كل الاجهزة الأمنية وتتخطاها واذا كان شعار الأمن العام التضحية والخدمة فالأمن العام لم يتأخر يوما عن الخدمة لكل المواطنين. وفي هذه الظروف الصعبة الخدمة أصبحت تضحية بالجهد والوقت والفكر كي تؤمنوا للمواطنين الخدمات والأمن الاقتصادي والإجتماعي والسياسي. وهنا أشدد لأقول ان وزارة الداخلية ووزير الداخلية داعما كما كان وسيبقى للأمن العام والمواطنين جميعا يعرفون ان الظروف الصعبة لم تؤثر على العزيمة والاصرار والتضحية".
أضاف: "نحن قادمون على موسم صيف وسياحة، ومن هنا نقول ان الخدمات التي تقدموها للمواطنين والسياح هي مكملة للعمل الأمني الذي تقوم به كل القوى الامنية".
وحيا مولوي "الجهود والتلبية السريعة المواكبة التي قام بها الأمن العام في قضية خطف المواطن السعودي"، واكد "ان معلومات الامن العام لعبت دورا بارزا".
وتطرق الى قضية عودة النازحين السوريين، فأشار الى "ان هذه العودة يجب ان تكون طوعية وآمنة وانسانية ومن يريد ان يبقى عليه الالتزام بسقف القانون اللبناني".