Advertise here

أزعور يحصل على موافقة "التيار"... وهذا مضمون لقائه مع برّي

29 أيار 2023 07:30:00

عندما كانت المفاوضات الرئاسية تتقدّم بين أفرقاء المعارضة ونواب مستقلّين و"التيار الوطني الحرّ" للوصول إلى مرشّح واحد، اتّخذ الوزير السابق جهاد أزعور خطوة لافتة في غضون متابعة مجريات المشاورات وبدء انقشاع نتائجها. وفي السياق، حطّ أزعور في زيارة سريعة قبل ثلاثة أيام في مدرج مطار بيروت وعقد لقاءات متعدّدة ذات طابع سياسي. والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في جلسة بقيت أجواؤها بعيدة عن الاعلام. وعلمت "النهار" من أوساط مواكبة عن كثب لنتائج المداولات الحاصلة بين الرجلين، أن الزيارة اتخذت طابعاً رئاسياً وتطرّقت إلى المحاولات القائمة على نطاق جهات عدّة سياسية للتوافق على اسم أزعور.

ووفق المعطيات المشار إليها، فإنّ فحوى النقاش لم يستقرّ على نتيجة ايجابية من ناحية رئيس المجلس الذي عُلم أنه أبلغ ضيفه بمجموعة عقبات يمكن أن تقف أمام وصوله إلى موقع الرئاسة الأولى، مؤكداً أمامه أن مركز حاكمية مصرف لبنان في غاية الأهمية وقد يتحوّل أكثر فعالية وحاجة خلال المرحلة المقبلة من منصب رئاسة الجمهورية ارتباطاً بموضوع الودائع المصرفية والوضع الاقتصادي والمستقبل المالي للدولة اللبنانية. ولا يمنع ذلك ترك المقاربة لأزعور لاتخاذ القرار الذي يراه مناسباً.

وفي غضون ذلك، تقرأ قوى المعارضة الداعمة لفكرة التوافق على اسم جهاد أزعور أن الخطوات المتبقية للدخول في المسار الرسمي لإعلان ترشيحه، تتمثل في استعراض رؤيته لمسار السنوات المقبلة على مستوى الحكم وتعرّفه على كافة مجموعات الكتل النيابية. ويضاف إلى ذلك، تظهيره كيفية إنقاذ البلاد من الأزمات التي تعيشها حالياً، خصوصاً على مستوى شؤون السياسة والاقتصاد والأوضاع الاجتماعية.

ولا يغيب عن الصورة أيضاً ضرورة استكمال التفاهم مع كافة القوى السياسية القابلة لدعمه بهدف نيله أكثر من النصف زائداً واحداً من أصوات المجلس النيابي. وتؤكد أوساط من القوى المعارضة المواكبة للمشاورات التي استمرّت بين أوساط المعارضة و"التيار الوطني الحرّ" في الأيام الماضية، أن الأخير أعطى موافقته على السير بأزعور وهذا المعطى صار أكيداً، في وقت تُبحث الآن التفاهمات حول كيفية مقاربة المعركة الرئاسية مع احتمالَيْ انعقاد جلسة رئاسية من عدمها.

واستناداً إلى معطيات "النهار"، يتولّى عدد من النواب استكمال المفاوضات من جانب قوى المعارضة، بما يشمل كلّاً من حزب الكتائب وكتلة "تجدّد" النيابية ونائب عن حزب "القوات اللبنانية" وبعض النواب التغييريين والمستقلين. وتتقدّم مؤشرات الوصول إلى تفاهم بين المكونات المذكورة من جهة وبين "التيار الوطني الحرّ" مع مرور الوقت، بعدما ضاقت مجالات المناورة التي تبقى سمة العمل السياسي. لكن، تأكّد غياب التردّد في موضوع تسمية الوزير أزعور بعدما التقت المفاوضات حوله بين أطراف معارضة واعتبر اسمه بين الأكثر قابلية لاستقطاب الدعم النيابي مقارنة مع باقي المرشحين المحتملين الذين كانوا تأهلوا للمرحلة النهائية.

وبدا لافتاً إشارة بعض نواب المعارضة إلى أنّ الأسماء الأخرى لم تعد قابلة للبحث رئاسياً بعد التفاهم على اسم أزعور. وتؤكّد المعلومات أن أزعور التقى بعض قوى المعارضة أثناء حضوره في لبنان قبل أيام، معرباً عن استعداده للالتقاء بالمكونات السياسية على تنوعها بغضّ النظر عن الأحجام. وتأكّد أنه كان التقى بممثّلين عن "حزب الله" في مرحلة سابقة، لكنّ النتيجة لم تتّسم بإيجابيات لناحية مقاربة الأخير في ما يتعلّق بمعطى إمكان ترشّحه للرئاسة.

وإذا كانت الأجواء المحيطة بالرئاسة الثانية لا تزال تعبّر عن استعدادٍ قائم للدعوة إلى انعقاد جلسة انتخابات رئاسية إذا توافقت المكونات النيابية المعارضة لترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية على اسم مرشح آخر فإن ذلك يشمل "بروفايل" جهاد أزعور. ويصرّ رئيس المجلس على دعم ترشيح فرنجية للرئاسة مع التمسّك به، لأنه يعتبره بمثابة مرشّح جديّ وصاحب تجربة في العمل السياسي ويحمل أجندة عمل للسنوات الستّ المقبلة. وهناك من يتلقّف أن اليومين المقبلين سيشكّلان معيار تطورات قد تكون بارزة على المستوى الرئاسي، وذلك تزامناَ مع زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى فرنسا.