Advertise here

بين المعارضة والتيّار.. Game Over؟

22 أيار 2023 14:05:00 - آخر تحديث: 22 أيار 2023 14:38:59

هل يمكن نعي المفاوضات بين القوى المعارِضة للمرشح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية؟ السؤال بات مشروعا بعد السجال الذي انفجر امس بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر من جهة، وعقب المواقف التي اطلقها أمين سر تكتل "لبنان القوي" النائب الان عون، من جهة ثانية.

ففي وقت كانت الاطراف المعارضة للمنظومة تفاوض الفريقَ البرتقالي بكثير من الحذر، لانها تعرف انها لا تلتقي معه على شيء، إلا على رفض وصول فرنجية الى بعبدا، وقد اعلنت معراب مرارا ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل امام اختبار... بدا ان الاخير فشل في هذا الامتحان في منظار "القوات" خصوصا، والمعارضة عموما، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".

فإثر تصويب قناة "التيار" على رئيس القوات سمير جعجع السبت، رغم الحوار الرئاسي القائم بين الطرفين، قررت معراب الرد، فاستخدمت عباراتٍ واستعادت محطات، في بيان من العيار الثقيل،  أصابت على الارجح، الاتصالات الرئاسية مقتلا. وقالت: إنّ أحد الأسباب الرئيسية للسقوط الدائم للتيار الوطني الحر، هو أنّه ومنذ عقدَين، لا يستخدم وقته للاهتمام بالشأن العام، لا بل يُركّز معظم مجهوده السّلبي لمحاولة تفشيل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع عبر انتقاده والتّصويب عليه والبحث عن الثّغرات في خطاباته وحركته، بواسطة كلّ الوسائل المباحة وغير المباحة. آخر تجلّيات هذا المرض، هو مقدّمة نشرة قناة "التيار" الرسمية "او تي في" مساء الجمعة الفائت، والتي جاء فيها: "أمّا أصحاب الرهانات الفاشلة بدليل التصريحات التي تملأ مواقع التواصل تذكيرًا بكلّ هفوة، فحبل نجاتهم الوحيد صار اليوم تواصلا رفضوه لأشهر، مع من حاولوا شطبهم من المعادلة وإلغاء وجودهم، قبل أن يتحوّلوا بفعل الثبات والتطورات، إلى محور المشهد ومدخل الحلّ. "وقد استُتبعت هذه المقدمة  بتقرير إخباري، لم يخلُ من عرض المواقف المحرّفة بعد تناولها في غير سياقها، ممهورًا بعبارة أخيرة "رهانات وخيارات وهفوات محلية وإقليمية فاشلة، وشعارات شعبوية، دفعت بالكثيرين للقول الحكيم لم يعد حكيمًا".

والى هذا البيان، كان موقف شبه حاسم سلبا إزاء مصير المحادثات الجارية، اطلقه نائب رئيس حزب القوات النائب جورج عدوان، صدر امس ايضا. فقال: "التيار" يرفض مجيء فرنجية والمعارضة تحاول البحث معه حول امكانية التقاطع على اسم مرشح وهذا الشخص يجب أن يتمتع بحد معين من المقوّمات ولكن باسيل لا استعداد لديه للخروج عن إرادة حزب الله ويريد هذا التقاطع كورقة تفاوض مع الآخرين.

الشكوك حول لعب باسيل هذه اللعبة، والتي كانت تساور المعارضة والقوات حتى الامس القريب، تحوّلت يقينا او شبه يقين لديهم اذا في الساعات الماضية.. وقد تعززت هذه القناعة بإعلان الان عون مساء الاحد: لا اتفاق مع المعارضة على مرشح بوجه الثنائي الشيعي إلا اذا كان من داخل تكتل "لبنان القوي" لأنه لا يعتبر حينها استهدافاً لهم أما الاتفاق على مرشح مستقل فيحتاج الى توافق مع الثنائي"، مضيفا "مخطئ من يطمح الى استخدام "التيار" لضرب خصمه وهدفنا أن نكون جسر تواصل بين الفريقين وعدم ترشيح التكتل أي اسم هو من باب التسهيل".

فهل انتهت الفرصة التي منحتها المعارضة للوطني الحر، ويمكن ان نقول ان بين الطرفين game over؟ وهل سينتقل باسيل الى مربع مفاوضة باريس والخارج وحزب الله، على ثمن تسهيله تسوية انتخاب فرنجية؟