Advertise here

تجارة رائجة في لبنان.. الملابس "بالكيلو"

22 أيار 2023 14:35:54 - آخر تحديث: 22 أيار 2023 14:49:11

قلّما تمرّ في شارع تجاري ولا تصادف متجراً لبيع الملابس على الكيلو.. هذه التجارة التي أضحت رائجة في لبنان، مع تعمّق الأزمة الاقتصادية وإنخفاض القدرة الشرائية لدى المواطن، إذ أن الأسعار بمتناول الفئات الكادحة، و يتراوح سعر الكيلو بين دولار واحد و20 دولار، وذلك بحسب تصنيف البضاعة والمصدر وحتى إذا كانت ملابس صيفية أو شتوية.

باسم، صاحب 3 متاجر لبيع الملابس على الكيلو، اتجه الى هذه التجارة إنطلاقاً من دراسته وخلفيته المهنية في إدارة الأعمال، والأهم أنها "لا تحتاج الى كهرباء ومحروقات ولا يوجد فيها تاريخ صلاحية للمنتج". هذه التجارة الرائجة عالمياً توّسع سوقها الى لبنان.. 

وفي حديث لـ"جريدة الأنباء الإلكترونية"، يروي باسم كيفية شراء هذه الملابس من الخارج، إذ يشير الى أنها تجمع في مراكز متخصصة لهذه التجارة (Fabrica)، ويقوم تجار بشرائها وفرزها بحسب الصنف ونوع القطعة ويضغط كل نوع وصنف على حدى وتصّدر الى الخارج بأقل حجم ممكن.

وحول تصنيفات هذه الملابس، يشير الى أن هناك فئات معينة لبيع وشراء الملابس على الكيلو، وتتراوح بين النوعية الرديئة والممتازة، والجديدة والمستعملة، ويشتريها التجار وفق التصنيف الذي يرغبون به، وهي فئة 3، وفئة 2، وفئة 1، وفئة كريم، وفئة سوبر كريم. 

ويضيف: "فئة السوبر كريم هي الملابس الجديدة التي لم تعد رائجة من حيث التصميم في الوقت الحالي أو احتياجات السوق المحلي، وتريد أن تتخلص منها المتاجر الكبرى أو أن أحد العلامات التجارية أو المتاجر الكبرى أقفلت أبوابها. أما فئة الكريم فهي الملابس التي تم ارتداءها لمرة واحدة وباعها أصحابها لمتاجر أو وهبها لجمعيات أو مراكز، وجميع الفئات المتبقية ملابس مستعملة أو ما يعرف في لبنان بـ "البالة" ويختلف تصنيفها بحسب جودتها".

ومن بين الدول الرائجة فيها هذه التجارة، ويستورد منها لبنان، فهي المانيا، بلغاريا، إسبانيا، بلجيكا، كوريا، تركيا، الصين، دبي، وغيرها، كما أن سعر المستوعب يختلف بحسب الدولة التي تم استيراده منها. وعلى سبيل المثال لا الحصر، الأسعار في ألمانيا تفوق الأسعار في بلغاريا وإسبانيا، والتي بدورها تفوق الأسعار المسجلة في كوريا وبلجيكا، كما ينعكس إختلاف الأسعار على الجودة وسعر كل صنف.

"الشتوي" من 1$ الى 12$

يستورد التجار هذه الملابس من الخارج في مستوعبات بسعة 40 قدم أو 20 قدم، وتحتوي على الأصناف التي يرغبون بها، على أن تفرز وتعرض فيما بعد في المتاجر. 
"لا يوجد هامش محدد للأسعار، إذ أن سعر كل مستوعب يختلف من بلد الى أخر"، وفق ما يقول باسم. ويشير الى أنه "يوجد إختلاف في الأسعار بين ملابس كل من فصلي الشتاء والصيف، إذ أن أسعار الملابس الصيفية "أغلى"". 

وفي هذا السياق، يتراوح مثلا كيلو ملابس فئة الكريم الشتوي بين 6 دولار و8 دولار وذلك بحسب التسعيرة المحددة من التاجر وحجم المتجر ومصدر الشراء وجودة القطع. أما السوبر كريم الشتوي، فيتراوح سعر الكيلو بين 10 و 12 دولار، ويصل الصيفي الى 20 دولار. 
وبالمقابل، يبلغ سعر كيلو الملابس الشتوية الفئة 1 حوالي 5 دولار، والفئة 2 ما بين 3 و4 دولار، فيما الفئة 3 ، وهي الفئة الأقل جودة، لا يتعدى ثمن الكيلو الدولار الواحد.

السوق اللبناني ... إقبال من مختلف الفئات!

"لكل فئة زبائنها"، ويختلف تبويب الزبائن والفئات. أما التصنيف الأكثر رواجاً في لبنان فهي فئة الكريم والفئة 3. فما يلقى إقبالاً في منطقة معينة في لبنان، قد يختلف عن مناطق اخرى وذلك بحسب حاجة العمل والكثافة السكانية والبيئة وطبيعة المنطقة.

ومن ناحية أخرى، فان زبائن هذه الملابس متنوعة ومن مختلف شرائح المجتمع، إذ أن ملابس فئة السوبر كريم يقبل عليها محامين وأطباء ومهندسين أو من يريد شراء ملابس من الماركات العالمية بأقل الأسعار، لأن سعرها أقل بكثير مقارنة عمّا كانت تباع فيه القطعة وقت عرضها في المتجر الرئيس.

تجارة لم تسلم من الغش!

هنا، أيضاً يدخل الغش والفساد الى هذه التجارة ولم تسلم، إذ يفيد مصدر ملّم بهذه التجارة  بأن بعض التجار يعمدون الى إستيراد مستوعبات بسعة 800 كلغ أو طن، بحيث تحتوي على كل الأنواع والأصناف ويقومون بفرزها وتسميتها بماركات خاصة بهم وكأنها جديدة ومن ثم بيعها.

بالتأكيد، لم نكن نلمس سابقاً إنتشار تجارة الملابس على الكيلو أو "البالة" بهذا الحجم، فالأزمة الاقتصادية أدخلت تجارة جديدة على الأسواق، تتماشى مع حاجة المجتمع والقدرة الشرائية. كذلك، فتحت هذه التجارة باب المزايدات والمنافسة بين التجار على مصرعيه، لا بل وصل الأمر الى إعتماد البعض الغش وبيع "المستعمل" كـ "جديد"... فهل من يراقب ويسمع؟!