Advertise here

الاستحقاق الرئاسي إلى المربّع الأول... "التيار" يرفض المعارضة ولا يستفز "حزب الله"

22 أيار 2023 08:45:00 - آخر تحديث: 22 أيار 2023 09:52:54

استيقظ الشعب اللبناني بالأمس على إستعراضات ومناورة عسكرية بالذخيرة الحية نفّذها عناصر "حزب الله" في الجنوب احتفالاً بـ "ذكرى المقاومة والتحرير"، مستخدمين الأسلحة الخفيفة والثقيلة كراجمات الصواريخ والعربات المزودة برشاشات ثقيلة أو مدافع مضادة للطيران، ضاربين بالسيادة اللبنانية عرض الحائط من جهة وبيان القمة العربية قبل أن يجفّ حبره من جهة ثانية، مستبيحين كل المحظورات بأسلوب استفزازي خارج عن منطق الدولة، وتأكيداً على منطق الدويلة التي تشهر سلاحها بصورة علنية من دون أي خجل أو حياء معتديةً على الدستور وقوانين البلاد.

وبينما يتخبط اللبنانيون في أزماتهم المتواصلة والفراغ الرئاسي المستمر منذ سبعة أشهر، لا تزال القوى السياسية عاجزة عن التلاقي حول مرشح جدي ينهي دوامة التعطيل هذه، بحيث لم تتمكن المعارضة بعد من التوافق على اسم بديل عن مرشحها النائب ميشال معوّض. وفيما لا يزال التواصل مستمراً بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" للاتفاق على مرشح جديد، يبدو أن هذه اللقاءات لم تسفر عن أي نتائج أو خواتيم ايجابية حتى هذه اللحظة، وسيكون مصيرها مزيداً من التوتر والخلافات بين الفريقين خصوصاً بعدما أصدرت "القوات" بياناً عالي اللهجة هاجمت فيه "التيار".

وفي هذا السياق، قالت مصادر تكتل "لبنان القوي" عبر موقع "لبنان الكبير": "عدنا اليوم الى المربع الأول من التعطيل وكأننا في يومنا الأول من الفراغ الرئاسي، فالتيار ليس في وارد أن يقوم باتفاق مسيحي - مسيحي يكون موجهاً ضد الشيعة وتحديداً حزب الله، لكننا في الوقت نفسه لا يمكننا السير قدماً مع الحزب بمرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية مع العلم أنه متمسك به ولا يريد التوافق على أي بديل عنه، وبالتالي الأمور عالقة في هذه الخانة، بحيث أصبحنا بحاجة الى انتاج توافق كامل أو بالحد الأدنى الى أكبر توافق، اما نحن والحزب الى جانب بعض المستقلين وتكتل الاعتدال الوطني من جهة، أو بتوافق مع المسيحيين وتحديداً المعارضة حول مرشح مقبول لدى الحزب ولا يعتبره مرشح تحدٍ".

وبعدما جرى التداول بمعلومات عن إمكان الدعوة الى عقد جلسة لانتخاب الرئيس قبل منتصف حزيران، أشارت مصادر نيابية الى أن "هذه الجلسة يمكن إنعقادها قريباً لكنها لن تؤدي الى انتخاب رئيس". وفي ظل تشرذم التغييريين والقوى المعارضة، شددت المصادر على وجوب "البحث عن مرشح مقبول مسيحياً ويحظى بدعم وغطاء بكركي من جهة وأن لا يكون مرفوضاً بصورة قاطعة من الثنائي الشيعي من جهة أخرى".

وفيما ينتظر المسؤولون إستئناف الزيارات والتحركات الديبلوماسية، تتجه الأنظار نحو زيارة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الى باريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ورأت مصادر تابعة لـ "التيار" أن "هذه الزيارة نتيجة وصول المبادرة الفرنسية الى طريق مسدود، وبالتالي اما ستكون لتحريك الجمود أو للبحث في خطة جديدة ومبادرة ومقاربة جديدة"، معتبرة أن "من الممكن أن لا تكون هذه المبادرة بعيدة عن فرنجية والأهم أن يكون أساسها مبنياً على المشروع الرئاسي لأنه عندما نتفق على المشروع يصبح من السهل الوصول الى الرئيس المقبل".