Advertise here

إسرائيل تواصل انتهاكاتها والشعب الفلسطيني على صموده.. الأسدي لـ"الأنباء": سنحرّرها

21 أيار 2023 19:17:33

لم يكن محض صدفة أن يُصادق الكنيست الإسرائيلي على القراءة التمهيدية، الأربعاء، لمشروع قانون يحظر رفع العلم الفلسطيني، قدّمه عضو الكنيست ألموغ كوهين، من حزب "عوتسما يهوديت" (قوة يهودية)، بزعامة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بالتزامن مع ذكرى النكبة التي تحييها فلسطين في الخامس عشر من أيار من كل عام.

ولا ينفصل هذا القانون عن السياسات الإسرائيلية التي تهدف في طياتها إلى إنهاء القضية الفلسطينية وإلغاء الشعب الفلسطيني وهويته، بدءاً من احتلال أرضه مروراً بتدمير ثقافته وانتمائه العربي، وصولاً إلى حظر رفع علمه، ما يؤكّد أن المشروع الإسرائيلي رافض للتعدّدية والوجود الآخر، ومؤمن بثقافة الإلغاء والقتل. 

إلّا أن الشعب الفلسطيني يرفض الانصياع لإرداة إسرائيل، ويُصر على التأكيد مع كل مناسبة انتمائه إلى أرضه وهويته، أكان ثقافياً أم عسكرياً أم سياسياً، رغم الانقسام السياسي الحاصل، ويواجه السلطات الإسرائيلية كلما سنحت له الفرصة، وذلك في ظل غياب مؤسف للمجتمعين العربي والدولي الذين يبدوان وكأنهما مستسلمان لإرادة إسرائيل ومخططاتها التوسعية والإلغائية.

في سياق متصل، يحرص اللاجئون الفلسطينيون في لبنان على احياء فعاليات ذكرى النكبة في كل عام. ويُذكّر مسؤول القوّة المشتركة الفلسطينيّة في مخيّم عين الحلوة العقيد عبد الهادي الأسديّ أن "الذكرى رمزية لأنها تُمثّل تشريد ثلاث أرباع الشعب الفلسطيني الذي كان موجوداً على أرض فلسطين، وتحوّل منذ ذلك الحين إلى شعب لاجئ، وحينها تم تدمير المدن واحتلالها من قبل العصابات الصهيونية، وبناء الكيان الإسرائيلي ومحي فلسطين عن الخارطة".

وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، يلفت الأسدي إلى أن "النضال الفلسطيني بدأ من ذلك الحين، وكان للنكبة تداعيات كثيرة على الشعبين الفلسطيني والعربي، وشعوب المنطقة وبشكل خاص اللبناني، السوري والأردني تحمّلوا كثيراً، وكانوا إلى جانب الفلسطينيين في محنتهم". 

ويُشدّد على أن "الفصائل الفلسطينية، منذ انطلاقتها، بدأت بالعمل لاستعادة فلسطين والأراضي الفلسطينية، وثمة العديد من الفصائل التي عملت ولا تزال تعمل وسوف تستمر في العمل لأجل تحرير فلسطين، وفي الوقت الحالي، يجري العمل على إعداد المواطن الفلسطيني للتحرير وبناء دولة تكون عاصمتها القدس". 

وفي الختام، يؤكّد أسدي أن "إحياء هذه الذكرى في الداخل الفلسطيني والشتات دليل على وحدة هذا الشعب الذي يعمل على تحرير أرضه، ونأمل أن يعمل الجميع تحت هذه الراية وإن بأساليب مختلفة"، مذكّراً بقول للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي قال: "النضال ليس عسكرياً فقط، بل بريشة فنان ومعول فلاح، والشعب الفلسطيني سيستمر في النضال حتى آخر نفس".

ما من احتلال دام وهذا واقع مثبت وليس رأياً سياسياً، وهذا ما على إسرائيل التأكّد منه، وتبقى ذكرى النكبة المأساوية محفزاً للشعب الفلسطيني من أجل الاستمرار في نضاله لاستعادة فلسطين يوماً ما إلى كنف أهلها، وحتى ذلك الحين، المطلوب من المجتمع الدولي مساعدة الشعب الفلسطيني وإلزام إسرائيل على الالتزام بالمواثيق العالمية في ظل انتهاكات حقوق الإنسان.