Advertise here

"صولد" على الحبلين بين "الحزب" والمعارضة... باسيل يمارس "فن التقيّة"

19 أيار 2023 16:03:26

يتصرف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بطريقة "عرف الحبيب مكانه فتدلل".. إذ في أبسط تحليل لموقف "التيار الوطني الحرّ" يتكشف أنه يلعب على حبال التسويات، لعلّه يستطيع أنْ ينال حصة من هذا الحبل او ذاك، بل ولربما من الاثنين معاً. لكن المواقف هذه باتت مكشوفة ويلتقي الطرفان على التنبه لها، وهو ما قد يضع باسيل قي مهب خسارة الفريقين معاً.

تُعلّق مصادر تدور في فلك "الثنائي الشيعي" على كلام باسيل الأخير وتصفه بمن "يُحاول أنْ يجد لنفسه مكانًا في الملعب الكبير، ويفرض نفسه كلاعب أساسي في الملف الرئاسي وفقًا لشروطه الآنية، ولمصالحه وحساباته الخاصّة". لكن المصادر تلفت خلال حديثٍ مع جريدة "الأنباء" الإلكترونيّة، إلى أنّ "الظروف الحالية ليست لصالحه ولن يتمكّن من أن يكون المؤثر الأول فذلك يفوق إمكاناته".

وعلى ضفّة المعارضة، يرى مصدر مُعارض أن "هناك تقاطع مصالح مع باسيل ولا يتعلّق الأمر بموضوع الثقة بالرجل لأنها أصلًا مفقودة، ومصلحة التيار والمعارضة اليوم هي إنهاء الشغور الرئاسي، وهذه هي المساحة التي فتحت بين الطرفيْن"، أملًا أنْ "يتم تطويرها من أجل ترجمتها عمليًا". ويجزم المصدر لـ"الأنباء"، بأنّ "المعارضة اليوم ليست بوارد معالجة موضوع الثقة، بل تعمل على هذا التقاطع على غرار ما حصل سابقًا والذي كان غير مباشر من أجل منع وصول سليمان فرنجية، أما اليوم فإنّ هناك تقاطعًا مباشرًا بمعزل عن عوامل أخرى من أجل دعم أو تزكية مرشح لرئاسة الجمهورية".

من جهته، يرى النائب السابق مصطفى علوش، أنّ "باسيل لا يُحاول فقط اللعب على الحبليْن، بل هو يُحاول أن يأخذ دوراً فاعلاً له، لكن قدرته على التقرير في الأمور الحساسة تلاشت، فهو فقد كل شيء". ويعتبر علوش خلال إتصالٍ مع "الأنباء" أنّ "لعب باسيل ليس فيه نقطة قوّة بل ضعف، لأنه يعلم أن هناك حاجة له في هذه المرحلة، لكن في الوقت ذاته ليس لديه القوة الكافية لكي يفرض شروطًا كما يريد، فهو شرطه الأساسي إمّا أن يُنتخب هو وإما لا أحد، وحتى الأسماء التي طرحها عاد وتراجع عنها فهو على سبيل المثال طرح الوزير السابق جهاد أزعور لكنه عند الحسم تراجع لا سيّما بعد أنّ إقتربت وجهات نظر المعارضة على إعتماد إسم أزعور خلال الأسبوعيْن الماضيين". 

ويشرح علوش حيثيّة تصرف باسيل، فهو يريد أن "يُحافظ على شروطه التي تمكنه من التحكم بالحكم المقبل، وبخاصة على صعيد الطرف المسيحي، وهو أيضاً لا يريد لعلاقته مع حزب الله ان تتضرّر بشكل كامل".

لذلك يرى أنّ "وضع باسيل صعب جدًا، ولكن أيضا فإنّ عدم إتفاق قوى المعارضة على إسم واحد، فتح المجال لباسيل أن يكون بوضع يسمح له بالتفاوض أكثر". هنا يُشير علوش إلى أنّ "جبران باسيل تعلّم من حزب الله "فن التقية" بما معناه يقول شيئًا ولكنه يضمر شيئًا آخر".

ويستبعد علوش أنْ "ينضم باسيل كليًّا إلى المعارضة، فهو يعلم بأنّ أغلبية قوى المعارضة تنظر له بعين عدم ثقة من جهة، ومن جهة أخرى بعين احتقار". ويَخلص علوش في ختام حديثه، إلى وصف ما يفعله جبران كمن "يلعب صولد"، وهو إذا أخذ موقفًا وذهب بإتجاه المعارضة سيكون عندها وضعه ثانويًا وليس أساسيًا، وإذا أخذ الخيار تجاه حزب الله سيصل فرنجية، ولكن باسيل يعلم أنه لن يتمكن من تحقيق ما يريد من خلال سليمان فرنجية".

وعليه يبدو أن رئيس التيار الوطني جبران باسيل الذي اعتاد أن يَزن دوره في ميزان السياسة، لا يفلح هذه المرة في ذلك، وهذا ما سيُرتب عليه ثمنًا باهظًا عند كافّة القوى السياسية على ضفتيّ المعارضة والمُمانعة سويًا!