تمخضّت الإتصالات والمشاورات الأخيرة لا سيّما على ضفّة المعارضة عن ولادة "مشهد جديد"، يتعلق بالإستحقاق الرئاسي وهو يُنبئ بتراجع بحظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للوصول إلى سدة الرئاسة في مقابل إنتعاش الآمال بإرتفاع منسوب التأييد للوزير السابق جهاد أزعور.
وفي سياق متصل، فجأة ومن دون سابق إنذار طار لقاء ميرنا الشالوحي والذي كان مرتقبًا ظهر اليوم حيث كان سيجمع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بوفد من حزب الله.
مصادر مُواكبة لعملية التواصل بين "الحزب" و"التيار"، أوضحت لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن "اللقاء ألغي بعد تسربه للإعلام، وذلك بطلب من باسيل الذي أراد بعد تسريب اللقاء أن لا يؤثر موضوع الزيارة على موقفه من الإستحقاق الرئاسي لا سيّما داخل المكون المسيحي حيث أنه بدأ صفحة جديدة مع باقي الأطراف المسيحية على إسم رئاسي موحد".
ولم تتوّقع المصادر أن يكون إلغاء اللقاء "هو نهاية الطريق بين الطرفيْن، ومن المحتمل أن يستمر التواصل، لكن ليس بالمباشر وبعيدًا عن الإعلام".
من جهته يرى الصحافي والكاتب السياسي أسعد بشارة، خلال حديثٍ مع "الأنباء"، أنّ "باسيل يُحاول أن يطرح نفسه كوسيط بين حزب الله والمعارضة، وهو أمر من المؤكد أنه لن يكون مقبولًا لا من قِبل حزب الله ولا حتى من قبل المعارضة".
ويُشير بشارة إلى أنّ "قوى أساسية من المعارضة تؤيد ترشيح أزعور، وهي تتوّقع من باسيل أن يلتزم بكلمته ولا يتعمّد الهروب من خلال القوّل أنه يريد إقناع حزب الله به"، فهذه المقولة تعني أنّ "باسيل لن يتخطى الخطوط الحمراء بتبني أزعور أو غيره دون موافقة حزب الله"، حسب بشارة، "وهذا الوضع سيكشف باسيل على حقيقة أنّه لا يمتلك قراره في ملف الإستحقاق الرئاسي".
ويُشير بشارة إلى 3 مؤشرات تُوحي بأن فرنجية في مأزق وهي:
المؤشر الأول، هو أنّ المحرّكات الفرنسية قد أطفأت عمليًا في دعم هذا الترشيح.
المؤشر الثاني، وجود دينامية حوار وتواصل داخلي للإتفاق على إسم جهاد أزعور في مقابل ترشيح فرنجية.
أمّا المؤشر الثالث، أنّ "الثنائي الشيعي" وبعد كل هذا التعثّر في حملة ترشيح فرنجية أو إيصاله إلى بعبدا يقوم بعملية ربط نزاع بالنسبة لهذا الترشيح، فيُبقي على تمسّكه به، ولكن في المقابل لن يطول به الأمر لكي يبحث بالخطة "ب" كما تسمّى.