Advertise here

الحرب ستكون مدمّرة.. فهل يُستثنى لبنان من مشروع توحيد الجبهات؟

15 أيار 2023 12:59:51

تنامى الحديث في الآونة الأخيرة عن توجّه إيراني لتوحيد الجبهات وإنشاء ترسانة متكاملة في المنطقة، وبشكل خاص بين لبنان وفلسطين، حيث تتمركز أقوى مجموعاتها، "حزب الله" وحركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، لأنها ذات قدرات عسكرية وصاروخية ضخمة من جهة، ولأنها على حدود إسرائيل الشمالية والجنوبية، بالإضافة إلى الترابط الوثيق بين هذه التنظيمات انطلاقاً من وحدة قضية العداء لإسرائيل التي تجمعهم.

وفي الإطار نفسه، تحدّثت معلومات نقلتها صحف أجنبية عن رفض قيادتي "حماس" و"حزب الله"، وبشكل خاص الأمين العام للحزب حسن نصرالله، ورئيس الحركة في غزّة يحيى السنوار لطلب إيراني يقضي بإنشاء اتفاق دفاعي بين الطرفين حول آلية رد على أي هجوم تتعرّض له إحدى المجموعات الإيرانية من قبل إسرائيل.

لكن مصادر أمنية تستبعد فكرة "توحيد الجبهات"، وترى أن مصلحة "حزب الله" لا تقتضي بالانغماس في وحول الصراع والحرب الأمنية الدائرة بين "حماس" وإسرائيل، وتُشير إلى أن الحزب لن يتدخل عسكرياً لدعم أي فصيل إيراني - فلسطيني يتعرّض لأي هجوم من قبل إسرائيل.

وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، تلفت المصادر إلى أثار الحرب العسكرية المدمّرة على لبنان في حال قرّر "حزب الله" مهاجمة الداخل الإسرائيلي مباشرةً وبشكل جدّي، أي بمعنى إحداث الضرر، بعيداً عن العمليات الشكلية التي شهدناها في السنوات الأخيرة، أو عملية "حماس" الأخيرة من الجنوب اللبناني، والتي نفعت إسرائيل أكثر ممّا ضرّتها.

كما تُذكّر المصادر باتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي تم توقيعه قبل أشهر قليلة، وتقول "إن روحية الاتفاق تُشدد على وجوب إرساء استقرار مبدئي لاستقطاب الاستثمارات، والاتفاق حصل بموافقة "حزب الله" ومن خلفه إيران، وبالتالي من غير المرتقب أن تنكس إيران باتفاقها، كما أن من غير المنتظر أن يبدّل "حزب الله" قواعد الاشتباك مع كل هجوم تتعرّض له الفصائل الفلسطينية، خصوصاً وأن الهجمات باتت دورية".

لكن ذلك لا يعني أن لبنان خارج دائرة المواجهة، وفي وقت سابق، نقلت "الأنباء" عن العميد المتقاعد هشام جابر توقعه أن يكون لبنان ضمن سلسلة أهداف محتملة لعمليات اغتيالات تنفذها إسرائيل ضد قيادات فلسطينية، كعملية الاغتيال التي حصلت في سوريا قبل فترة واستهدفت قيادي في " الجهاد الإسلامي"، خصوصاً وأن إسرائيل تُركّز على عمليات الاغتيال في الآونة الأخيرة.

في المحصّلة، فإن مشروع توحيد الجبهات لا يبدو قيد التحقيق لأن لا مصلحة لـ"حزب الله" في ذلك، خصوصاً وأن الأخير ينتظر أيضاً قطف ثمار الاتفاق الإيراني السعودي، وبعيد عن فتح جبهات جديدة مع إسرائيل.