إتجّهت الأنظار يوم أمس إلى منطقة اليرزة، لمُواكبة الزيارة "المفاجئة" لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي حطّ ومن دون سابق إنذار في دارة سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري ليحل ضيفًا على مائدة الفطور، كان البخاري دعاه إليها وسط تكتم تام.
وبينما كان الرجلان يتناولان الطعام، كانت التحليلات تنهال من كل "صوْب وحدب" حول شكل ومضمون الزيارة، بين منتقدة ومرحبّة.
مصادر متابعة للزيارة، رأت أنّ "الزيارة حُمِّلت أكثر ممّا تحتمل، لا سيّما أنها تأتي في السياق الطبيعي"، لكنّ نتائج الزيارة لم "تكن على مستوى طموحات المرشح الرئاسي (فرنجيّة)، لأنّ الموقف السعودي لم يَحِد عن الثوابت التي أعلنتها المملكة سابقًا، فلم يحصل على نعم ولا على لا" وفق ما تُشير المصادر لجريدة "الأنباء" الإلكترونيّة.
وتلفت إلى أنّ "هذا الموقف السعودي يأتي على خلفيّة تصلب مسيحي من قِبل أهمّ الأحزاب المتمثلة بأكبر كتل نيابية، والرافض كليًّا وصول فرنجية إلى بعبدا".
وعن إمكانية خرق هذا التصلب، تُميّز المصادر هنا بين موقف "حزب القوّات اللبنانيّة القاطع بعدم التنازل، وموقف "التيار الوطني الحرّ"، حيث تعتبر أنّه "يُمكن تسجيل ليونة ما في موقف "التيار" في حال شعر رئيسه النائب جبران باسيل بأنّ المُنافس الأبرز أيّ قائد الجيش العماد جوزاف عون يُمكن أن يصل إلى سدّة الرئاسة، لذلك لن تكون لباسيل مصلحة بإستمرار رفض فرنجية حيث يُشكّل قائد الجيش تهديدًا وجوديًّا له ويأكل من رصيده الشعبي في الشارع".
ولكنّ، وفق المصادر فإنّ "هذه "الليونة الجبرانية" لن تكون مجانيّة بل سيكون ثمنها باهظًا على فرنجية الذي سيتنازل عن حصص في الإدارات والأسلاك العسكرية لصالح من سيُؤمّن له نصاب الجلسة الانتخابية أيّ باسيل".
قد يكون جزء من التحليلات منطقي لكنها تبقى في إطار التحليلات طالما لم تصدر أيّ إشارة واضحة وصريحة عن الموقف السعودي الذي ستُبنى على أساسه المرحلة المُقبلة من الواقع السياسي اللبناني.