Advertise here

اللقاء الروحي الأول في قضاء راشيا بدعوة من دار إفتاء راشيا.. حجازي: نعيش أزمة شغور رئاسي سبقت بشغور قيمي تجاه خدمة الناس

07 أيار 2023 15:33:18

عقد في دار الفتوى في راشيا  وبدعوة من سماحة مفتي راشيا فضيلة الشيخ البروفيسور وفيق محمد حجازي في بلدة عزة –البيرة، اللقاء الروحي الاجتماعي الأول بعد انتخابه مفتيا لراشيا بحضور قائم مقام راشيا الأستاذ نبيل المصري ، وحضرة الإكساركوس الأب متري الحصان والإكاساركوس إدوارد شحادة والوفد الكنسي وحضره عضو المجلس المذهبي الدرزي الشيخ أسعد سرحال ووفد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز، كما حضر أصحاب الفضيلة والعلماء.

حجازي
وبعد الترحيب بالحضور، تحدث المفتي حجازي فأكد على أن دار الفتوى هي دار الوطن كله ،وأن ما نقوم به هو لخدمة كل أبناء هذا القضاء، إيمانا منا بلزوم خدمة اللبنانيين والمقيمين في هذا القضاء، وتلبية تطلعات المواطنين فيما يسهم وبناء الوطن ، فالمرجعيات الروحية بمكانتها الروحية ، وقيمتها الدينية ، ووظيفتها الرعوية، هي الموئل والمرجع للجميع ، والحانية عليهم ، والحريصة علي استقرار الوطن، وازدهار الحياة فيه ، لا تدخل زواريب السياسة ، بل الساسة يرجعون إليها عند اختلافهم ، ويتشاورن معها فيما يرومونه للوطن ، وبالتالي هي الراعية والحكم بين الإخوة، إن اختلفت وجهات أنظارهم  السياسية، فاللقاء الروحي يعلو بروحانيته فوق الأنا، ويحلق بمراميه وآفاقه من أجل خدمة الإنسان وذلك للتنسيق بيننا لخدمة أهلنا كل أهلنا ،  خاصة وأننا نعيش في ظل أزمات معيشية اقتصادية وسياسية،  تتطلب منا العمل الدؤوب والمتواصل فيما بيننا ، وكلٌّ بمكانه كذلك ؛ لمواجهة الأزمات المعيشية، فقضاء حوائج الناس ومساعدتهم ، وجبر خواطرهم،  وبلسمة جراحهم هو من لب الدين ، وإحياء مهجة النفس الإنسانية والعمل على تحقيق سبل السعادة لها ، لتحيا بكرامة وتعيش برغد وأمان وطمأنينة هو إحياء لها ، والله تعالى يقول في القرآن الكريم :ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، ولأنه لا يمكن عقلا أن يستمر واقع الحال في هذا الوطن العزيز على ما هو عليه من استمرار في عملية التدهور واللامبالاة ، خاصة وأننا نعيش أزمة شغور رئاسي ، سبقت بشغور قيمي ، تجاه خدمة الناس،  مما رتب انهيارا اقتصاديا ربما لم يمر على تاريخ لبنان مثيل له ، لذلك نطالب السلطة السياسية بسرعة انتخاب رئيس للجمهورية لينتظم عِقد السلطات  بعد ذلك على مستوياتها، فليس مقبولا أن يكون لبنان في هذه الحالة ، والتي للأسف تسبَّبَ الترهل السياسي واللامبالاة إلى هجرة العقول والادمغة والأسر من لبنان وبأعداد مضاعفة، وخاصة أن إحصائيات تحدثت عن هجرة  في الطاقم الطبي وأن فوق الثلاثين بالمئة  منهم ممن هاجرت من لبنان وفوق الأربعين بالمئة من الممرضين كذلك فضلا عن أعداد كبيرة من الأساتذة والمهندسين جراء الواقع المتعثر اقتصاديا وسياسيا كلها هاجرت من لبنان ولجأت إلى بلاد أخرى لتؤمن  لقمة عيشها وهذه الهجرة الناعمة واللجوء المخيف وعلى السلطة السياسية ان بدلا من تهجير المواطنين أن تهجر الكسل والدعة والتخاذل ليبقى لبنان متألقا ويبقى اللبنانيون فيه ليعمروه وينهضوا به من كبواته ،وإن واجبنا أن نضاعف عملنا وجهدنا لخدمة أهلنا المقيمين كما المغتربين حتى نحافظ عليهم في وطنهم فحب الوطن من الإيمان، وعلينا التنسيق فيما بيننا والتعاضد خدمة لمجتمعنا وأهلينا عندنا القدرة على مواجهة التحديات التي تعصف بوطننا الحبيب لبنان، فدورنا جوهري وأساسي في هذا الوطن بل وفي تصحيح بوصلة الطريق للساسة أيضا ليعملوا بمقتضى ما يستوجبه العمل الوطني ،فإن تخلت السلطة السياسية عن القيام بواجبها تجاه الوطن فلن نتخلى عن واجبنا ؛لأن ارتباطنا به ليس مرحليا بل تكامليا لأننا نؤمن بان الغرس سينتج حصادا وثماره تستمر معنا إلى ما شاء الله تعالى، وإن علينا واجبا دينيا تجاه أهلنا وخاصة وأمام انتشار أوبئة خطيرة تهدد مجتمعنا شبابنا وفتياتنا وهي لوثة انتشار المخدرات والتي تتطلب منا دينيا أن نحذر رعايانا من هذه الجريمة القاتلة ومروجيها بل والعمل على محاسبتهم قضائيا وحذيرهم دينيا فهذا قتل ممنهج لحملة مشعل الوطن في قابل الأيام وهذه الجريمة التي تنتشر في بيئتنا جراء الازمة المعيشية تتطلب منا العمل اللازم للقضاء على الأسباب الموجبة لها ومن ثم للقضاء على وجودها تماما حماية لأبنائنا ومجتمعنا ومن ثم الوطن الحبيب لبنان.

الحصان

ثم تحدث الإكساركوس متري الحصان مثمنا هذا اللقاء والعمل سوية من أجل خدمة اللبنانيين شاكرا دار الفتوى على مبادرتها ودعوتها هذه وهذا مصدر ثقة لنا كذلك .

سرحال

 وتحدث عضو المجلس المذهبي الدرزي الشيخ أسعد سرحال مثمنا هذا اللقاء واعتبر أن راشيا بتنوعها الطائفي وتميزها المذهبي هي نموذج للوطن كله، والاجتماع هذا رسالة واضحة على أهمية المحافظة على هذا التنوع ،

وقال :" نحن في هذه المنطقة عشنا وحدة الألام والأوجاع سويًا على مدى عقود وقرون من الكفاح في سبيل العيش الكريم،  ومرت ظروف كثيرة على هذا البلد المسكين من حروب وخيارات ونزاعات وبقينا في راشيا وجوارها بعيدين والحمدلله عن الانقسام والتشرذم  وبقيت أحزاننا وأفراحنا مساحة للتواصل، وتابع هذا الإرث الغني الذي ورثناه عن الآباء والأجداد نؤكد اليوم على تمسكنا به واستمرارنا فيه بما أوتينا من عزم وقوة وإرادة نهجاً قويمًا لا نحيد عنه، ونهج الصلاح والقيم والمبادئ الذي اتخذه شيوخُنا وكبارنا من قبل طريقًا ومسلكًا سوف نبقى عليه ما حيينا وسوف نربّي أبناءنا وبناتنا عليه متحصنين بالعلم والوعي.

المصري

ثم تحدث سعادة قائم مقام راشيا الأستاذ نبيل المصري فاعتبر أن انعقاد هذا للقاء وهو الأول في المنطقة شيء متميز وله أهمية ووقع كبير ودار الفتوى في راشيا بما تقوم به هو عنوان تميز وتألق وشيء تشكر عليه وتساند عليه لأنه عمل يصب في خدمة الوطن كله كذلك ، وبعد مداولات ومشاركة من الحضور ختم اللقاء وحدد لقاء دوري شهري للمرجعيات الروحية يعقد في أول كل شهر.