يعودُ تاريخ السادس من أيار، إحياءً لذكرى شهداء الصحافة، الذين آمنوا بالقضية وأفنوا حياتهم، ليكونوا صوت الحقّ، وليدافعوا عن الحريات العامة بكلّ أشكالها، فقرروا النضال حتّى آخر رمقٍ وجعلوا من وفاتهم شهادةً يذكرها لبنان كلّ عام بتاريخٍ حفرته أقلامهم.
قافلة شهداء الصحافة في لبنان طويلة جداً، منذ عهد العثمانيين، مروراً بشهداء الحرب الأهلية، وصولاً إلى اغتيال الصحافي سمير القصير، كما جبران تويني، اللذين شكّل اغتيالهما خسارةً موجعةً للصحافة والبلد عموماً. اللائحة تطول، مع تبدّل التواريخ، إذ حتّى يومنا هذا لا زالَ اغتيال الصحافيين قائماً، إن كانَ حقيقاً أم مجازاً، تارة بقتل الجسد وتارة أخرى بسياسات القمع والترهيب.
حرية الصحافة مقدّسة، إذ إنّها لا تقترن فقط بالتعبير بل يجب توافر مقومات متكاملة تضمن هذه الحرية، بدءاً من تغيير القوانين المتعلّقة بالإعلام، وعدم ممارسة الضغوطات على أصحاب وسائل الإعلام الأحرار، إلّا أنه وللأسف أضحت الأقلام في غالب الأحيان مكبلّة، وتسير أحياناً نحو المصالح الشخصية.
صحافيو لبنان اليوم ليسوا بخير، وحريّة التعبير ليست بخير، لكن الرسالة ستبقى دائماً أقوى من أي سلطة وأرفع من اي ضغوط او سلجة أمر واقع. فالقلم المعمّد بالنضال والتضحيات والدماء لن ينكسر أبداً.