فيما تذهب التحليلات إلى التمحصّ بالموقف السعودي، والموقف الإيراني والفرنسي من جهة أخرى في ملف الاستحقاق الرئاسي، يُهمل أصحابها عن غير قصد - ربما- الموقف الأميركي الذي له الدور الوازن، والذي يؤثّر بشكل أو بآخر على الإتجاه الذي سيسلكه الاستحقاق، خصوصاً وأن الانطباع السابق كان يوحي بدعم واشنطن لقائد الجيش العماد جوزاف عون، فيما يبدو موقفها اليوم أقرب الى غير المهتمة بهويّة الرئيس الجديد، وهو مؤشر سلبي، لكنها رغم ذلك لن تترك للآخرين الإستئثار بهذا الملف دون رأيها.
ويُسجّل زائر للعاصمة الأميركية واشنطن كلامًا سمعه "قد يُفسّر تنصلاً من دعم قائد الجيش" للرئاسة، لكنه بالمقابل يؤكّد لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، "عدم دعم الإدارة الأميركية أيّ مرشح ولا أي إسم آخر للرئاسة، وجُلّ ما يهمها هو عدم إستمرار الفراغ". ووفق الزائر فإنّ "الإدارة الأميركيّة ترى أنّ على القوى السياسيّة أنْ تكون أكثر "براغماتيّة"، لا سيّما أنّ الفراغ مستمرّ منذ أكثر من 6 أشهر".
ويَطل الزائر على الساحة اللبنانية الداخلية من "حركة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري التي بدأت بالأمس"، لكنه لا يستطيع "تقدير جدواها قبل مرور يومين أو 3 على هذه الحركة"، إلّا أنه وفق المعطيات لديه فهو يؤكّد أنّ "موقف المملكة العربية السعودية لا زال على حاله، فلا "فيتو" ولا "قبول" برئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة، لكن في الوقت عينه إذا قَبلت بالسير بسليمان فرنجية فهي لن تقوم بالضغط على حلفائها لا سيّما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للسير بهذا الخيار، وجُل ما ستقوم به أنها ستترك الخيار لمن يريد إنتخابه".
ويُرجّح المصدر نفسه أن يتغيّر المشهد في حالة واحدة فقط "وهي طرح تسوية على مستوى كبير جدًّا، ما يعني حينها أننا أصبحنا في منحى جديد". وإذ يستخف بما قيل عن "تبدّل موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد مقال لصحيفة فرنسية"، متسائلًا "كيف يُمكن لرئيس دولة عظمى أن يتخذ قرارات بناءً على مقال بصحيفة"، يُؤكد أن فرنسا "لا زالت متمسكة لغاية الساعة بدعم فرنجية"، كما أنّه يحسم الجدل حول "تبني الثنائي الشيعي الجدي لفرنجيّة"، مؤكّدًا أن "الأخير لا زال مرشحهم الوحيد".
ويتوّقع المصدر أن "يستغل حزب الله "الثغرة الضبابيّة" للموقف السعودي الذي لن يكون لا مع ولا ضد فرنجية، ليُقنع رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل بتأمين النصاب لفرنجية"، ولكن الأخير وفق المصدر "لن يُعطي أي شيء بالمجّان وطلباته بحصص وازنة في الإدارة بدءًا من مجلس القضاء الأعلى وصولًا إلى قيادة الجيش إضافة إلى مناصب وزارية سيادية، لا سيما أن "شهية جبران السلطاوية" معروفة للجميع، ممّا يعني أن الثمن سيكون موجعًا".
وإذ للأسف دائما ما تحتاج ولادة أي رئيس جديد للبنان إلى عملية قيصرية يتمّ الإستعانة فيها بجرّاحين خارجيين، فالسؤال هل باتت "العملية القيصرية" لولادة الرئيس الجديد قربية؟!