Advertise here

بعد 7 عقود.. "الاشتراكي" على حلمه وعمله من أجل الغد التقدمي الأفضل

01 أيار 2023 12:05:55

جاءت ولادة الحزب التقدمي الإشتراكي في الأول من أيار 1949 بعد تحولات كبرى شهدتها المنطقة العربية، ووسط خلل سياسي في التركيبة السياسية اللبنانية، ترك تداعيات كبرى ونتج عنه أحداث متتالية بقيت ارتداداتها لسنوات طويلة على كل الصعد. 
فقد جاءت ولادة الحزب في أعقاب سقوط فلسطين واحتلالها، ووسط حالة شعبية عربية تنشد الاستقلال عن الانتدابات والتحرر من الأنظمة الرجعية المركبّة. 
أما في لبنان فكان الحكم غارق بالفساد وساعيا لتجديد ولايته، عندما بدأ الحزب التقدمي الإشتراكي ينتشر في الأوساط الشعبية كالنار بالهشيم على إمتداد الجغرافيا من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. فيما كان المؤسس كمال جنبلاط يفرض الحزب كقوة تغيير للواقع القائم. 
تمكن الحزب بعد عام التأسيس من تشكيل جبهة معارضة ضد فساد وسياسة السلطة المتمثلة بالرئيس بشارة الخوري وشقيقه "السلطان" سليم، وتمكن مع قيادته للجبهة الوطنية الإشتراكية بثورة بيضاء من إنهاء حقبة إتصفت بالفساد، وفرض رئيس من صفوفها هو الرئيس كميل شمعون. 
لم يمض كثير من الوقت حتى إنقلب شمعون على تعهداته واتخذ لحكمه مسارا مغايرا للتطلعات الشعبية والوطنية، فعاد الحزب التقدمي الإشتراكي ليتصدر المعارضة ويقودها بثورة مسلحة هذه المرة على سلطة حاولت الدخول بأحلاف أجنبية معادية وتمنع شمعون تنفيذ مشروعه ومن تجديد ولايته. ليدخل الحزب بعد ذلك في معركة تطوير وتحديث مؤسسات الدولة مستفيدا من وجود الرئيس فؤاد شهاب على رأس الحكم. ثم كان للحزب بقيادة المعلم كمال جنبلاط في النصف الثاني من الستينيات ومطلع السبعينيات وقفات ومواقف غيرت المفاهيم السائدة، فعمل على تشجيع قيام النقابات العمالية وانشاء التعاونيات الزراعية، والاستهلاكية، وقاد الحركات المطلبية. وفي السياسة عمل على الإتيان برؤساء وحكومات يحملون برامج تغييرية من شأنها أن تبني دولة متقدمة تقضي على الفساد وتمنع الاحتكارات، ويتساوى فيها المواطنون، ويكون لها إدارة نظيفة متطورة، وقضاء نزيه وعصري. الى أن وقعت الحرب ودمرت الحجر والبشر. 
بعد الحرب كان هدف الحزب وأولياته إعادة البناء وعودة اللحمة وعقد التسويات التي تعيد تشكيل نظام سياسي قائم على عدالة التمثيل وعلى سياسة اجتماعية مرتكزاتها ما جاء في تسوية الطائف، كمرحلة انتقالية نحو نظام علماني لا طائفي. 
بعد 74 عاما على الولادة، ما زال الحزب التقدمي الإشتراكي رغم كل العقبات التي فرضتها سياسات ومشاريع داخلية وخارجية، ورغم الفساد الذي استشرى في كل مفاصل الدولة، ورغم كل الأزمات السياسية والاجتماعية، يكابد للمحافظة على الحد الأدنى من مقومات الدولة ووجودها، مقتعا بأن التسويات الوطنية وحدها التي يمكن تخرج البلد من أزماته. فتجارب الماضي القريب والبعيد تثبت أن لبنان بتركيبته المعقدة وبموقعه الجيوسياسي يحتاج دائما الى عقد تسويات، وعدم الإخلال بتوازناته الدقيقة، الى أن تتأمن الظروف ويتمكن اللبنانيون من إرساء نظام سياسي حضاري ومتقدم يكون الانسان فيه هو الغاية، تماما كما تنص مبادئ وعقيدة الحزب التقدمي الإشتراكي.