Advertise here

حظوظ فرنجية بدأت تتهاوى.. رسالة عبد اللهيان لحلفائه: لا تستفزوا السعودية

30 نيسان 2023 16:30:21

شكّلت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الأخيرة نقطة فاصلة في كيفية تعامل السياسة الخارجية الايرانية مع لبنان من ناحية الشكل، اذ هي ربما المرة الاولى التي تدعو فيها السفارة الايرانية نواباً لبنانيين للقاء لديها مع رئيس الدبلوماسية الايرانية. اما في المضمون، فمما لا شك فيه ان للزيارة تأثيراتها على المستقبل السياسي القريب لبنانياً، وما يؤشّر إلى ذلك المواقف المستجدة لكل من نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، التي خرجت عن المسار السابق في التشدّد لناحية إنتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أو الذهاب إلى الفراغ.

فهل حملت الزيارة في طيّاتها "كلمة سر" إلى الحلفاء في لبنان، للتهدئة على جبهة السعودية – حزب الله؟

مَن يتمعن مؤخرًا بكلام الرجليْن، يستشفّ وفق ما تُشير مصادر مراقبة للحراك السياسي أنّ "الزيارة كانت لها أهداف معينة تتناسق مع التطورات التي فرضها الإتفاق السعودي الايراني، وظهر ذلك جليًا حيث قبل أنْ تطأ قدما الوزير عبد اللهيان درج الطائرة مُغادراً، تغيّرت المواقف واختلفت وباتت تدور في فلك التهدئة".

وتلفت المصادر في حديثٍ لجريدة "الأنباء" الإلكترونيّة إلى أنّ "هذه الزيارة وهي الثانية للوزير الايراني خلال شهريْن، لكنها الأولى بعد الاتفاق، بدلت في المواقف كثيرًا، ومن الواضح أنه كان يُريد توجيه رسالة مفادها أنّ إيران لا تريد أي تصعيد مع السعودية، وبالتوازي تحدّث عن ضرورة التوافق على رئيس الجمهورية".

ووفق معلومات المصادر، فإنّ "لقاء عبد اللهيان مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تطرّق للملف اللبناني ولكن الحيّز الأكبر كان يتعلّق بالوضع اليمني"، وتعتبر أنّ "زيارة عبد اللهيان هي لتثبيت دور إيران بالملف اللبناني وإعادة التذكير بالثوابت الإيرانية والتي لا يتخلى عنها حزب الله كمقولة الجيش والشعب والمقاومة"، ولا تستبعد المصادر أنْ "تكون الزيارة بالتنسيق مع السعوديين، لأنه من المؤكد أنه لن يقوم بزيارة تستفزّ الجانب السعودي لا سيّما انه التقى قبل مجيئه إلى لبنان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان".

أما مّا يتعلق بالموقف السعودي  فتنصح المصادر بـ"مراقبة حركة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري بداية الأسبوع المقبل"، وتشير المصادر هنا إلى "الحذر السعودي الكبير من تسريب أيّ معلومة حول كافة لقاءاته". وإذْ تنفي أن "يُعقد لقاء مع حزب الله وتضع هذه الأخبار في خانة حكي إعلامي"، لكنها رغم ذلك لا "تستبعد ذلك"، متسائلة: "لماذا لا؟".

ووفق هذه المعطيات، فإن المصادر ترى أنّ "حظوظ رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية بدأت تتهاوى". 

من جهته يعتبر المحلّل السياسي قاسم قصير، أنّ "الزيارة كانت مهمة جدًا، بخاصّة لأنها أتت بعد الاتفاق السعودي الإيراني، وكان الهدف الأساسي إطلاع قيادة حزب الله والمسؤولين اللبنانيين على نتائج الإتفاق وأبعاده وإنعكاساته الإيجابية على كل أوضاع المنطقة ومنها لبنان".

ويلفت قصير في إتصالٍ مع جريدة "الأنباء" الإلكترونيّة، إلى أنّ "الزيارة كانت رسالة واضحة مفادها بأنّ إيران تدعم التوافق اللبناني حول إنتخابات الرئاسة، وأنّ إيران مستعدة لدعم أي اتفاق يحصل، وأنّ القرار بيد اللبنانيين، وكما أكد الوزير إستعداد إيران لدعم لبنان". لذلك يجد قصير في "الزيارة جرعة إيجابية للبنان".

هل حملت الزيارة في طياتها "كلمة سر" لحث حزب الله على التهدئة؟، يستبعد قصير ذلك، ويقول: "حزب الله قبل الزيارة كان يدعو للحوار ويؤكد إستعداده للبحث في كافة الخيارات رغم دعمه لفرنجية ومواقف السيد نصر الله كانت واضحة في هذا الإطار".

لكن، لا يُمكن الركون إلى أي معطى تحليلي بإنتظار أن ينقشع الضباب عن الملفّ فلا حظوظ فرنجيّة ولا حظوظ غيره تُحدّدها زيارة بل إتفاق شامل يحظى بمباركة كافّة الأطراف!