شيطنة النازحين تنذر بالأسوأ.. وتحذير من طابور خامس تفجيري

29 نيسان 2023 13:24:42

هبّت أزمة النزوح السوري فجأة على امتداد مساحة لبنان، وكأن هناك مَن حرّكها، لأسباب لا زالت مخفيّة، لكنها بالتأكيد تأتي في إطار التوظيف السياسي لشدّ العصب والإستئثار بالشارع، وربما الاستثمار الرئاسي.

يعترف الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة في حديثٍ إلى جريدة "الأنباء" الالكترونية أنّ "الأزمة حقيقية، لكن التحريض والكلام العالي ليسا بمكانهما، وعلينا أن نكون عقلانيين ونعتمد معالجات عقلانية".

وإذ يُبدي إستغرابه للتصعيد و"الشطط" في الكلام عن هذا الموضوع ويصفه "بغير  الطبيعي"، يقول: "هي أزمة فعلية لأن لبنان وعدد سكانه هم بحوالي 4 مليون ونصف نسمة، فيما ثمّة تقديرات بأن عدد اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية يصل إلى مليون ونصف والبعض يذهب أبعد من ذلك، وليست هناك أرقامًا حقيقية ورسمية جدية، إنما الرقم كبير جدًا مقارنة بعدد سكان لبنان". ولا يغفل حمادة "الأعباء الإقتصادية التي يرتبها النزوح على الوضع المنهار أصلًا، وكذلك المشاكل المتأتية من العدد الكبير للنازحين"، وهو يميّز بين "لاجئين هاربين من النظام، وبين مَن انتقل الى لبنان من دون أن تكون لديهم مشكلة مع النظام وسجلوا أنفسهم في لوائح الأمم المتحدة من أجل تلقي معونات مالية".

ويردف قائلًا "الحمل كبير ولا بد من إيجاد حل، لكن بالمقابل الحلّ لا يكون بالتحريض ولا بشيطنة اللاجئين ولا بتحويل كل آلام اللبنانيين ومشاكلهم المتأتية من الفوضى وسوء الحوكمة والفاسدين السارقين وناهبي الأموال والسلاح غير الشرعي والحالة الميليشياوية السائدة في البلد، ولا يجوز أن يتحول الغضب من هذه العوامل على اللاجئ السوري، فهذا ليس عدلاً، وهذه ليس مقاربة جدية بل تأجيج للنار وللأحقاد". وهنا يُبدي حمادة خشيته من أنْ "ينفجر في مكان ما لغم أو قنبلة موقوتة يضعها طابور خامس لإشعال مشكلة في الشارع بين اللبنانيين والسوريين".

وإذْ يلفت إلى أنّ "الأجهزة تعلم بالهاربين من النظام، بعضهم كانوا معارضين أو منخرطين بالجيش السوري الحر، وبعضهم قاتل أو عارض النظام ويخشون الإنتقام منهم، فهؤلاء مشكلتهم يجب الإنتباه لها، وهناك فئة أخرى هي فئة العاملين السوريين المياومين، وهم يذهبون إلى سوريا ويعودون منها منذ ما قبل الأزمة"، وعليه يدعو إلى "خطة رسمية حقيقية واقعية منظمة من خلال إعتماد المعالجة الجدية والحقيقية والبعيدة عن التحريض والعنصرية والكلام المقيت".

كما يلفت إلى أنّ "المطلوب من القيادات السياسية والنخب الإعلامية أن يسارعوا الى معالجة الموضوع بكثير من العقلانية"، ويُوضح أن "النظام السوري لا يريد عودتهم، لأنه يقوم بفصل مذهبي داخل سوريا حيث يقوم بطرد السنّة ليحل مكانهم إما علويين أو متشيّعين أو أشخاص من فئات أخرى".

وعن المُستفيد الأول من استثمار هذا الملفّ، لا يستبعد حمادة من أن "يُستثمر هذا الموضوع لتحسين شروط ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهوريّة، بمعنى أنه دائما يقال إن فرنجية هو الوحيد الذي يستطيع أن يحقّق للبنان مكاسب بسبب علاقاته مع النظام السوري أو مع حزب الله، وبالتالي يمكن بلحظة من اللحظات أن تُعطى الورقة لفرنجية لتصويره قادرا على تخليص لبنان من عبء اللاجئين السوريين". ويتخوّف حمادة من سيناريو يتمثل بـ "دخول طابور خامس لتفجير مواجهات على الأرض ومشاكل ببعض المناطق".