يجتاح التحوّل الرّقمي مجال التّعليم، حيث بدأت المدارس بدمج تكنولوجيا المعلومات والإتصالات أكثر وأكثر في البيئة التعليميّة، لا سيّما في ما يتعلّق بعمليّة التّدريس عبر تزويد الصّفوف بوسائل تقنيّة لم تكن موجودة في السّابق.
ويُحقّق هذا التحوّل أهدافاً عدّة مع عددٍ من الإيجابيّات والسلبيّات عند تطبيقه، وفق الأكاديمي والخبير في التكنولوجيا والتحوّل الرّقمي بول سمعان، الذي يُشير في حديثٍ لموقع mtv إلى أنّ قطاع التّعليم شهد تحوّلاً سريعاً نحو التكنولوجيا الرّقميّة وبدأ ذلك خلال فترة كورونا وإقفال المؤسّسات ممّا فرض التّعليم عن بُعد.
هذا الإتّجاه كان سريعاً بالنّسبة إلى التّلاميذ والطّلاب والأساتذة، واستُكمل جزئيًّا بعد فتح المدارس والجامعات. وهنا يقول سمعان: "واجهنا سلبيّات عدّة في تجربة التّعليم عن بُعد خلال كورونا، يُمكن العمل عليها والإستفادة إيجاباً من هذه التّجربة".
ويُتابع مُعدّداً السلبيّات، قائلاً: "المُعاناة من بطء الإنترنت ممّا أثّر سلباً على جودة التّعليم، عدم قدرة بعض التّلاميذ على تأمين حاسوب أو جهاز لوحيّ، وتغيير روتين التّعليم بشكلٍ مُفاجئ وسريع ممّا أوجب على الجميع التأقلم لمُجاراة الوضع بالإمكانات المُتاحة".
أمّا الإيجابيّات فكانت مهمّة أيضاً، يُشدّد سمعان، "ومنها تمكُّن التّلاميذ والطّلاب من استكمال تعليمهم رغم وجودهم في مواقع جغرافيّة متنوّعة ومتعدّدة بسبب السّفر أو عدم القدرة على التنقّل، بالإضافة إلى التّخفيف على التّلميذ لناحية حمل الحاسوب والجهاز اللوحي بدل الحقيبة المليئة بالكتب، كما أنّه من السّهل على الأستاذ التّعامل مع الداتا والمعلومات أونلاين وسريعاً، من دون التصحيح على الورق".
كيف يكون الإستخدام الصّحيح والمُفيد للتحوّل الرّقمي؟ التّوعية ضروريّة للتّلاميذ والطّلاب والأساتذة والموظّفين، لناحية كيفيّة التّعامل مع الداتا أونلاين، وثانياً لا بدّ من التّدريب الجيّد على كيفيّة استعمال الـtools والحرص على التّحديث الدّائم والمستمرّ لمُلاقاة التّجديد في البرامج، وفق ما يؤكّد سمعان.
وبالنّسبة إلى استخدام مواقع التّواصل الإجتماعي والتطبيقات الإلكترونيّة، ينصح سمعان بضرورة الإستفادة من التكنولوجيا لأخذ معلوماتٍ جديدة وتطوير الذّات وليس لتمرير الوقت والتّسلية فقط، "هذه أيضاً وسائل يُمكن استخدامها للبقاء على اطّلاع بشأن آخر المُستجدّات التكنولوجيّة والمعلومات التي تهمّ كلّ فرد وفق اختصاصه أو اهتماماته".