يشهد العالم اليوم، تطوّراً تكنولوجياً كبيراً على صعيد الذكاء الصناعي، وفي الأشهر الماضية بزغ نجم برنامج الدردشة الإلكترونية Chat GPT الذي طوّرته شركة Open AI ليكون مساعداً في عمليات الأبحاث والتطوير.

بعد معرفتنا بقدرة هذا البرنامج على الإجابة عن الكثير من الأسئلة حول قضايا عدة، قمنا بسؤاله عن الرياضة في لبنان، لنرى مدى قدرته على الإجابة عن أسئلتنا، وإلى أي حَدّ تمّت إلى الواقع بصلة.

وبشكل مباشر من دون أي مقدّمات، سألنا البرنامج السؤال الآتي: «ما هي المشاكل التي تعاني منها الرياضة في لبنان؟»، وهكذا أجاب: «يتميّز لبنان بتنوّع ثقافي ورياضي واسع، إلّا أنّ الوضع الرياضي في البلاد يعاني من العديد من المشاكل والتحدّيات:

المشكلة الأولى، هي النقص الحاد في التمويل والاستثمار في الرياضة. فعلى الرغم من أنّ لبنان يمتلك عدداً كبيراً من المواهب الرياضية والأندية، إلّا أنّ الدعم المالي غير كافٍ لتطوير الرياضة، وتعاني معظم الأندية من نقص في الأموال، ممّا يؤثر على قدرتها على تحسين مرافقها وتوفير التدريب اللازم للرياضيِّين».

لم يقتصر الأمر على تبيان المشكلة فحسب، إنّما توسع Chat GPT إلى الحلول، متابعاً «يمكن حَلّ هذه المشكلة من خلال زيادة الميزانية المخصّصة للرياضة في لبنان وتشجيع الشركات والجمعيات الخاصة على الاستثمار في الرياضة».

وتابع البرنامج في سرده للمشاكل التي تعاني منها الرياضة في لبنان، قائلاً: «المشكلة الثانية هي نقص التحديث والتطوير في المنشآت الرياضية. العديد من الملاعب والصالات الرياضية في لبنان لا تزال قديمة وتفتقر إلى التحديث والتطوير. يجب على الحكومة والمؤسسات الخاصة الاستثمار في تحديث المرافق الرياضية وتوفير مرافق حديثة للرياضيّين. المشكلة الثالثة هي انعدام الثقافة الرياضية في لبنان، فيجب على المجتمع الرياضي في لبنان التعاون مع المدارس والجامعات والجمعيات المحلية لتشجيع الأطفال والشباب على ممارسة الرياضة وتعليمهم الفوائد الصحية والاجتماعية للرياضة».

للوهلة الأولى كانت الإجابات صادمة، لأنّها مطابقة للواقع بنسبة كبيرة، ولا أعلم مدى قدرة خوارزميات البرنامج على تحليل آلاف المقالات بسرعة فائقة على الشبكة العنكبوتية والوصول إلى نتائج سليمة، إلّا أنّ الإجابات أبهرتني، والجدير بالذكر أنّ عملية الإجابة عن السؤال لا تستغرق أكثر من 15 إلى 30 ثانية كحَدٍّ أقصى.

بعد أن استعرضتُ مع البرنامج المشاكل، طلبتُ منه أن يعطيني حلولاً لمشاكل الرياضة في لبنان، فهذا كان الردّ: «لحل مشاكل الرياضة في لبنان وتطوير الوضع الرياضي في البلاد، يمكن اتخاذ العديد من الإجراءات والحلول التالية:

1- زيادة التمويل والاستثمار في الرياضة: يجب على الحكومة والجمعيات الخاصة زيادة الميزانية المخصّصة للرياضة وتشجيع الشركات والجمعيات الخاصة على الاستثمار في الرياضة، وذلك لتحسين المرافق الرياضية وتوفير التدريب اللازم للرياضيِّين.

2- تحديث وتطوير المرافق الرياضية: يجب على الحكومة والمؤسسات الخاصة الاستثمار في تحديث المرافق الرياضية وتوفير مرافق حديثة للرياضيّين، وذلك لتحسين جودة التدريب والمنافسة الرياضية في لبنان.

3- تعزيز الثقافة الرياضية: يجب على المجتمع الرياضي في لبنان التعاون مع المدارس والجامعات والجمعيات المحلية لتشجيع الأطفال والشباب على ممارسة الرياضة وتعليمهم الفوائد الصحية والاجتماعية للرياضة، وذلك لتحسين الوعي الرياضي وزيادة عدد الممارسين للرياضة في لبنان.

4- توفير الدعم الفني والتدريب اللازم: يجب على الحكومة والمؤسسات الرياضية توفير الدعم الفني والتدريب اللازم للرياضيّين في لبنان، وذلك لتحسين مستوى الأداء الرياضي والتأهيل للمنافسات الدولية.

5- التعاون الإقليمي والدولي: يجب على لبنان التعاون مع الدول الأخرى في المنطقة والعالم لتطوير الرياضة وتبادل الخبرات والتقنيات الحديثة، وذلك لتحسين مستوى الأداء».

التطوّر التقني، لا حدود له، ومع تطوير برامج المحاكاة والذكاء الصناعي، أصبح من السهل الوصول إلى أي معلومة ومعرفة أي مشكلة، والأهم من هذا كله العمل على معالجة الخلل.

ويبدو أنّ مشاكل الرياضة في لبنان أصبحت معروفة للجميع، حتى Chat GPT يعرف المشاكل والحلول أيضاً، ومتى وُجِدَت النية للعمل والنهوض، ستتذلّل كل العراقيل.

أنهيتُ بحثي على Chat GPT وأنا لديّ المزيد من الأسئلة، لكن سألتُ نفسي السؤال الأهم، هل سيأتي اليوم الذي سيسأل فيه أحد الأشخاص في السنوات المقبلة «ما سرّ نجاح الرياضة اللبنانية؟» أو «كيف تمكّن لبنان من النهوض بواقعه الرياضي والتفوّق؟». هي أسئلة خيالية حتى الساعة، بانتظار ما تخفيه الأيام والسنوات المقبلة.