كارثة الدولار الجمركي... لا فائدة من الزيادات والأسعار "طايرة"
24 نيسان 2023
10:38
Article Content
القرار اتخذ. الدولار الجمركي إلى 60 ألفاً بعدما كان استقرّ على الـ45 ألف ليرة، وبعد ايام على صيرفة. وتلقائيًّا، ستهبّ عاصفة الأسعار من جديد التي ستكوي جيب اللبناني التي تحوّلت إلى جيبة خاوية في الكثير من الأحيان. ورغم مستوريات الفقر غير المسبوقة لا تزال الدولة تعمد إلى مدّ اليد إلى جيوب اللبنانيين لتأمين الإيرادات.
عاصفة من ارتفاع الأسعار بانتظارنا، "فهي سترتفع حكماً تبعاً للزيادة الجمركيّة ومن ثمّ يُضاف الـTVA"، وفق الخبير الاقتصادي لويس حبيقة، و"لكن أعتقد أن التجار لن يرفعوا هامش ربحهم كثيراً فوق هذه الزيادات حتى يتمكنوا من البيع" يقول حبيقة لـ"الأنباء" الإلكترونيّة.
إذاً الأسعار "الطايرة" أساساً إلى مزيد من الارتفاع حتماً، فهل سيكون لهذا القرار فائدة ومردود؟ وهل ستستفيد خزينة الدولة من هذه الزيادة؟
يُجيب حبيقة: "لا يمكن لأحد تحديد كم سيعود هذا القرار بأموال على الخزينة ولكن من المؤكّد أنّ البلد سيتوقّف عن استيراد عدّة سلع أي سيخفّ الإستيراد وبالتالي المردود في جميع الأحوال لن يكون مرتفعاً، أي أنّ المردود بالتأكيد لن يكون بالنسبة ذاتها التي رفعنا فيها الدولار الجمركي". ويشرح: "بالتالي الدولة تأخذ من المواطن، الذي يعيش أساساً باللحم الحي، أموالاً إضافيّة وسيضطر إلى التغيير في معيشته كي لا يتكبّد المزيد من الخسارة ودفع مزيد من الأموال. ولذلك هذا الإجراء يُتخذ في ظروف غير هذه ولكنّهم اليوم يبحثون عن المزيد من الإجراءات لزيادة إيراداتهم عوضاً عن محاربة الفساد إذ لا تزال العقليّة ذاتها وهي "تشليح" المواطن المزيد من الأموال وتكبيده مزيداً من الخسائر عوضاً عن إجراء الإصلاحات اللازمة أو محاربة الفاسدين لأنه لا يمكن المسّ بهؤلاء".
كلّ ذلك يعني أنّ ما تقوم به الدولة اليوم هو زيادة الإنفاق من دون الحصول على إيرادات إضافية، ولذلك يعتبر حبيقة أنّ "كلّ الحلول هي ترقيعية وتضييع للوقت بانتظار الحلّ الأساسي وهو الحلّ السياسي الذي ينتج عنه تحسّن على الصعيد الاقتصادي".
في الختام، هل نشهد مزيداً من الارتفاع في الدولار الجمركي؟
"أتمنّى ألا نشهد مزيداً من الارتفاع في سعر الدولار الجمركي لأنّ ذلك لا يعني أن الدولة ستحصّل أكثر أو بالنسبة نفسها ولذلك يجب البحث عن موارد أخرى لإيرادات الدولة وعن ضرائب مختلفة كالضرائب التصاعديّة وغيرها" يقول حبيقة. ولكن في ظلّ "المزرعة" التي نعيش فيها، هل من لا يزال ينتظر إجراءات حقيقيّة تنشلنا من الهاوية؟