إحتضنت بلدة المختارة لقاء الرواد التقدميين الثالث الذي أقيم في منطقة الشوف بدعوة من مفوضية الإعداد والتوجيه في الحزب التقدمي الإشتراكي ووكالة داخلية الشوف، بحضور مشايخ، أمين السر العام ظافر ناصر، مفوض الداخلية هشام ناصر الدين، مفوض الإعداد والتوجيه عصام الصايغ وأعضاء المفوضية خالد البتديني، ناصر المصري، وفريد محمود، القيادي في الحزب د. ناصر زيدان، وكيل داخلية الشوف د. عمر غنام، منسق تجمع الرواد التقدميين في الشوف الأعلى المحامي جلال ريدان، معتمدي الشوف الأعلى الأولى والثانية المهندس سلام عبد الصمد ووليد الأشقر، قيادات حزبية، الرواد التقدميين في الشوف الأعلى، ومدراء وأعضاء هيئات فروع حزبية.

ريدان
بداية اللقاء مع النشيدين الوطني والحزبي، تلاهما الوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء الحزب التقدمي الإشتراكي، فكلمة منسق تجمع الرواد التقدميين في الشوف الأعلى المحامي جلال ريدان الذي رحب بالحاضرين شاكرا كل من ساهم في تنظيم وإنجاح اللقاء، ليقول بعد ذلك "نتحدث عن جيل تابع نضاله مع الرئيس وليد جنبلاط، ووقف معه وبقيادته في السراء والضراء وهو ما زال يشكل النواة الصلبة في الدفاع عن المسيرة الوطنية، مسيرة دار المختارة. حملوا السلاح دفاعا عن الأرض وعن عروبة لبنان، والبعض الآخر منهم ذهب تجاه المعرفة، في النضال الثقافي والتربوي والإجتماعي والصحي والإنمائي، هؤلاء الرواد اليوم من ضمن إطار مفوضية الإعداد والتوجيه، يعاد لم شملهم للتواصل المستمر بعد فترة من التباعد نتيجة الظروف الصحية والأزمة الإجتماعية. ويأتي اللقاء اليوم بعد سلسلة لقاءات في المناطق، آخرها في الباروك منذ أسبوع". 

وأضاف "نحن جيل رافق المعلم كمال جنبلاط، وتابع المسيرة مع الرئيس وليد جنبلاط، ومستمر مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، نحن مع هذه الدار العامرة، التي ما خذلت الناس يوما في الظروف كافة، نسلم الراية من جيل إلى جيل في إطار من الوحدة والتكامل".

مديرة فرع المعلم- المختارة
واستهلت مديرة فرع المعلم- المختارة علا ريدان كلمتها بقول للمعلم الشهيد كمال جنبلاط "الأنهار تهدر في الوديان وتضيع في البحار فاقدةً الإسم والشكل رمزًا لتضحية الفرد في المجتمع"، موضحة "هكذا اختصر المعلم الشهيد حياة النضال والعمل الحزبي".

وأكملت "فعلى مر خمسة عقود من الزمن كنتم الأنهار الهدارة في بحر الحزب التقدمي الإشتراكي، قاومتم الإحتلال والمشاريع التقسيمية، عملتم بجد وصدق فلم يكن هناك لا غبار ولا رمال تقف في وجه هذه الأنهار. اليوم ومع تقدم العصور، نستذكر الوجه الإضافي للحزب ونؤكد على ضرورة إستكمال العمل به، هو الذي يحفز الجيل الشاب على العمل المباشر، يبنى نتائج العلم ويؤكد على أهمية النضال من أجل رفع القهر عن الفئات الشعبية، هذه وصية المعلم فلكل جيل رواده وعلينا أن نمسك بخلاصة تجربتكم وعليكم أن تدفعونا نحو المستقبل". 

ناصر
ورأى أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر أن "نجاح أي عمل حزبي يفرض التواصل المستمر بين المجموعات الحزبية، وبين القاعدة الحزبية والقيادة، ويبقى هذا الجيل العريق بنضاله وتاريخه القاعدة الأساس التي يمكن الإستناد عليها في المراحل المقبلة، لأن أي عملية تجدد في أي مؤسسة حزبية اذا لم تستفد من التجارب السابقة لا يمكن أن يكتب لها النجاح".

وأوضح "أن جزءا أساسيا من التواصل واللقاءات المستمرة مع هذه الشريحة النخبة من المناضلين من أجل التشاور والتباحث في مختلف الأمور، يجب أن يكون سياسيا، بمعنى أن القاعدة الحزبية يجب أن تكون على تماس دائم مع الموقف والخطاب السياسي في أية مرحلة من المراحل، فالنضال السياسي المباشر بحاجة إلى تفعيل وتكثيف التواصل بهدف شرح وتوضيح وإيصال الموقف السياسي الصحيح للحزب". 

الصايغ
وأشار مفوض الإعداد والتوجيه عصام الصايغ في مستهل كلمته إلى أن هذا اللقاء هو الثاني الذي يجمعه بالرواد التقدميين في دار بلدة المختارة بعد مضي عام على اللقاء الأول الذي سبق الإنتخابات النيابية، لافتا إلى أنه مضى على إنطلاقة مفوضية الإعداد والتوجيه ثلاثة أعوام، والتي أتت بقرار وتوجيهات من رئيس الحزب وليد جنبلاط، والهدف منها هو لم شمل هذا الجيل، الجيل الذي أطلقنا عليه تسمية "جيل المجد" والذي ناضل وضحى وحقق الإنتصارات في الجبل خلال الحرب اللبنانية، وتكريمه بالمحافظة عليه والتواصل المستمر معه بعد فترة من التباعد بعيد إنتهاء الحرب، إما لدواعي وظيفية أو بداعي السفر وغيرها من الأسباب".

وأكد الصايغ على ضرورة الإستمرار بعقد هذه اللقاءات بشكل دوري مرة كل ثلاثة أشهر "للتحاور والتشاور والنقاش في الأمور الحزبية والإنمائية وهموم الأهالي علنا نتمكن معا من إيجاد بعض من الحلول، فالجميع يدرك أن البلد يعيش اليوم أصعب الظروف على مر تاريخه وعلى مختلف الأصعدة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والصحية".

وتابع "هناك مسؤولية تقع على عاتقنا تجاه أولادنا وجيل الشباب، هذا الجيل المثقف والمتعلم والذي يواكب التقدم والتطور التكنولوجي، ومثلما تعلمنا نحن من أهلنا وأجدادنا عن تاريخ الحزب النضالي وتضحياته وإنجازاته، واجب علينا تعريف وتوعية أولادنا على هذا التاريخ المشرف والمشرق، وتنشئته على مبادئ الحزب، وجعله يدرك أن المعارك التي خاضها الحزب ما هي إلا دفاعا عن الأرض والعرض والكرامة وعن عروبة لبنان وسيادته"، مشددا "وكما تسلمنا شعلة المسيرة من جيل ناضل وجاهد قبلنا، علينا بدورنا تسليم الأمانة لجيل جديد يحافظ عليها ويضمن إستمراريتها".

ناصر الدين
مفوض الداخلية هشام ناصر الدين تناول في كلمته الدور الذي قام به المناضلون الذين تجاوزوا ال 70 من العمر، أو ال 40 عاما من العمل الحزبي، والذين أطلق عليهم تسمية الرواد التقدميين بقوله "بدأتم النضال في صفوف الحزب بعمر ال 20 عاما أو أكثر بقليل، ناضلتم وحققتم الكثير من الإنجازات، كل من موقعه وبحسب مهمته، ومشى إلى جانبكم أشخاص أكبر منكم سنا، تعاونوا معكم ووقفوا معكم جنبا إلى جنب رغم صغر سنكم آنذاك"، متسائلا "لم لا نقف اليوم إلى جانب جيل الشباب ؟ ونقدم له الدعم تماما كما فعل أسلافنا معنا حين قاموا بتسليمنا راية الحزب" مشددا "هذا بالضبط ما يجب أن نفعله بدورنا، وأن نثق بأن الأجيال القادمة بإمكانها أن تقوم بدورها في المحافظة على الأمانة وتسليم الراية للأجيال التي ستأتي بعدها، فالتغيير في الهيئات الحزبية بات ضرورة، وإشراك الشباب وفتح المجال أمامهم لإثبات أنفسهم، والإستفادة من أفكارهم وطروحاتهم في تطوير العمل الحزبي أمر لا بد منه".

وتطرق إلى الوضع التنظيمي لتجمع الرواد التقدميين، والذي كان يعرف سابقا بهيئة قدامى الحزبيين، موضحا "إن تجمع الرواد التقدميين هو الإطار الجامع لجميع المناضلين، الحزبيين منهم والمناصرين، الذين كانت لهم تضحيات كبيرة في مختلف المجالات على مدى التاريخ النضالي للحزب"، مشيرا إلى أنه تم تقسيم الشوف إلى أربعة مناطق: الشوف الأعلى، الشوف السويجاني، العرقوب، والمناصف والساحل، ولكل منطقة منسق مهمته المتابعة والتنسيق بين مفوضية الإعداد والتوجيه من جهة وبين هيئة الرواد التقدميين في كل منطقة من جهة أخرى، على أن تشكل لجنة مصغرة في كل منطقة".

في ختام اللقاء كان بحث في أمور تنظيمية حزبية، وتداول في بعض الشؤون السياسية والعامة.