الوضع شديد الغموض على وقع المناورات.. السعودية كما فرنسا على موقفهما
21 نيسان 2023
10:17
Article Content
يتحدّث الكاتب والمحلل السياسي نبيل بو منصف عن الوضع، فيصفه بـ "شديد الغموض".
ويقول خلال حديثٍ مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية: "برأيي لا شيء واضح حتى الساعة لأنّ العامل المحلي ينشط بتوظيف المعلومات الإعلامية والسياسية في الملف الرئاسي، وهذا الشيء بدأ يظهر بوضوح بعد زيارة رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية إلى بكركي، وإعلانه من الصرح البطريركي ما يُشبِه بيان الترشيح، مما أعطى الإنطباع بأن حظوظه تقدّمت جدًا".
ويلفت هنا إلى "الدور الذي لعبه الإعلام المُؤيد له أيّ إعلام "الثنائي الشيعي"، فأعطوا إنطباعًا بأن الفرنسيين إنتزعوا تنازلًا سعوديًا للسير بفرنجية"، لكن بومنصف إعتبره "كلاما من صناعة محلية، لأنه ليس لدينا ولا أي معطيات دقيقة تستند على معلومات دبلوماسية دقيقة بأنّ هناك من أي تغيير في مواقف الدول المعنيّة ولا سيّما من قبل السعودية".
وبالتالي، يرى بو منصف أنّ"هذه مناورة محلية قويّة جدًا لكن مألوفة بالوضع القائم، بما معناه علينا أن نتوّقع موجات من هذا النوع دائمًا قبل أن يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود في الأسابيع المقبلة، وسبب كل هذا الأمر من البداية إلى الآن هو الإتفاق السعودي- الإيراني، لكن لبنان حتى الساعة لم يأتِ دوره".
ويسأل: "هل طُرح الملف اللبناني على الطاولة بين السعوديين والإيرانيين أم لا، ليجيب معتقدًا أنّه "لم يُطرح حتى الساعة".
ويعتبر أنّ "اللعبة إعلامية ودعائية أكثر ممّا هي سياسية، فلم يتغيّر أي شيء ولم يأتوا بأكثرية على مجلس النواب وليس هناك من معطى جديد ليُحدّدوا على ضوئه موعدًا للجلسة الإنتخابية، فالمعيار الحقيقي للموضوع هنا يكون من خلال تحديد موعد للجلسة لإنتخاب رئيس جمهورية".
ويرى أنّه "هناك الكثير من التضليل في الإعلام والصحافة والكثير من "الغبار" الذي ليس لديه دقة، ولكن بلعبة المناورات السياسية هو أمر طبيعي، وكل هذا التمهيد الذي يحصل هو تمهيد لبت الملف اللبناني بين إيران والسعودية".
ويضع الترويج الإعلامي في "إطار مناورات سياسية قوية للأطراف المحليين، والساحة اليوم تظهر وكأنها ملك الفريق الداعم لفرنجية".
ويكشف أنّ "الموجة عند الفريق الداعم لفرنجية قويّة، وعلينا أن نتوّقع موجات مقابلة في الأيام القادمة".
ويُوضح أنه "هناك معطى ثابت تبيّن عندما إلتقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل مع مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الادني باتريك دوريل، وهو بأن الفرنسيين لا زالو متمسكين بمعادلة طرح فرنجية ونواف سلام، وهذا ما أبلغوه بشكل مباشر للجميل، إلَّا أنّهم في المقابل طلبوا من الفريق المُعارض لفرنجية بالإتفاق على مرشح آخر".
وإذ ينفي أنْ "يكون لديه معطيات عن الموقف السعودي"، لكنه يعلم بأن "موقفهم التقليدي متحفظ على فرنجية والسعودية لا تُخبر بسهولة أسرارها وعندما يكون لديهم موقف سيُبلغونه إلى مَن يعنيهم أن يُبلغوه وليس بشكل علني كما يحدث هنا".
أما ما سُرّب عن إحتمال لقاء بين حزب الله والجانب السعودي، يضع بو منصف كل هذا الكلام بإطار "الفبركات".
ويقول: "كل هذا "ماتراكاج إعلامي" مدروس ومخطط له ويراد منه أن يُبدّد الإنطباعات، وهو موجة إعلامية للرد على الموجة السابقة التي كانت تقول أن فرنجية تراجعت حظوظه، وهذه مناورة سياسية ومن الطبيعي أن يقوم بها فريقه وهذه سببها تصاعد ما يسمى حرب الرهانات، فالرهان عند الفريق الداعم لفرنجية والقوى الداعمة له على أن يكون الاتفاق السعودي- الإيراني لمصلحته كبير جدًا، وهذا ما يجعلهم يقومون بخطط تنفيذية من أجل تقوية هذا الرهان ومحاولة الضغط على الدول من أجل دعم هذا الرهان".
ويتوّقع أنْ "يبدأ رد الفريق الآخر والذي يُراقب كل ما يحصل بدقة، مع حديث رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع يوم الأحد".
وفي هذا السياق، يلفت بو منصف إلى أنّ كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لصحيفة L’Orient-Le Jour، يُعيد التشديد على الموقف الثابت لجنبلاط بأنه لا ولم يقبل برئيس تحدّ أو إستفزازي، إذًا لا "الإشتراكي" غيّر موقفه ولا حتى القوى المعارضة لفرنجية ستغيّر موقفها".
وعليه، يخلص بو منصف في ختام حديثه، إلى أننا "لا زلنا في الموضوع الرئاسي مكانك راوح"، ولا يعتقد بأنّ الحل إقترب بل أنّ المرحلة لا زالت ضبابية ولم تتضخ الرؤية بعد، بإنتظار التطورات التي قد يحملها الأسبوع القادم مع إطلالتي جعجع وفرنجية".
وسط البلبلة الإعلامية تبقى الحقائق بعيدة عن متناول الرأي العام الذي يعيش حالة من التخبط في إستقصاء المعلومات الدقيقة، لكن الأيام المقبلة من المؤكد أنها ستحمل جديدًا ما!
إعلان