Advertise here

شهيب: سنسعى لنقل المناهج إلى العالم الرقمي

10 حزيران 2019 10:16:00 - آخر تحديث: 10 حزيران 2019 10:26:49

قال وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب: "كم نحن بحاجة إلى العلم الحقيقي، أو "علم المعرفة" كما كان يسميه كمال جنبلاط، الذي لا يكتفي بدرس علاقات الأشياء والظواهر السطحية، بل العلم الذي يسعى إلى اكتناه جوهر الوجود وحقيقته. هذا العلم الذي يجعل الحياة بنظره فرحاً دائماً لأنه خلق دائم. والفرح عنده هو الانتصار على الجهل، لا في معرفة الأشياء".

 أضاف شهيّب: "نحن في وزارة التربية نعرف أن العالم يتغيّر باستمرار، وأن ثورة التكنولوجيا الرقمية تفرض تحدياتٍ علينا واجب مواكبتها. وأنا كوزيرٍ للتربية أعدكم بأننا سنكون على مستوى هذا التحدي، وسنعمل على نقل المناهج الى العالم الرقمي لكي لا نخرّج أجيال عاطلة عن العمل بمهارات لا تنتمي الى العصر، ولا تتلاءم مع متطلباته وحاجاته. فالتكنولوجيا ليست مجرّد شيء قوي للتعليم، بل هي بحد ذاتها قوة عظمى".

وأكّد شهيب، "بأننا سنسعى الى تطوير كتاب التربية الوطنية، ووضع كتاب التاريخ الموحّد لكي تسهم التربية في خلق المواطن الصالح. كما إننا نأمل أن تنتهي الأعاصير المحيطة بنا في دول الجوار دون أن نستدرجها إلينا، وأن تنتهي المحنة الاقتصادية بموازنةٍ تعتمد الإصلاح الهيكلي في الاقتصاد اللبناني. سنعمل بكل الإمكانيات لتأمين فرص العمل لخريجينا في وطنٍ يعتزّ بكم، وطن لا ثروة لديه حتى إشعار آخر إلا عقول أبنائه".

كلام الوزير شهيّب هذا جاء خلال رعايته حفل تخرّج طلاب كلية الطب للعام 2019 في جامعةLAU   جبيل، وبحضور رئيس الجامعة الدكتور جوزف جبرا، ونواب الرئيس ومجلس الأمناء، وعميد كلية الطب الدكتور ميشال معوض، والوكيل الآكاديمي الدكتور جورج نصر، ومدير الإعلام والعلاقات العامة الدكتور كريستيان أوسي، والأساتذة، وحشد واسع مع الفعاليات، بالإضافة الى الطلاب وأهاليهم.

بعد النشيد الوطني، وإلقاء عددٍ من الكلمات في المناسبة، تحدّث الوزير شهيب قائلاً: "ربما ليست هذه هي المرة الأولى التي يقف فيها سياسي على هذا المنبر. لكن من الطبيعي في هذا الحرم الجامعي الراقي أن يعلو صوت العلم على كل الأصوات الأخرى، لذا سأختصر الكلام في السياسة، على أمل أن يخبو الخطاب السياسي المتشنّج والمستعلي الذي يغذّي نار الفرقة والانقسام."

وأضاف، يقول سقراط، "العلم هو الخير، والجهل هو الشر". فما أحوجنا إلى العلم تنشره جامعات راقية كجامعتكم، إذ لا شيء غيره يخلّصنا من الجهل المتحكّم ببعض العقول، لا سيّما على صعيد السياسة. كم نحن بحاجة إلى العلم الحقيقي، أو "علم المعرفة"، كما كان يسميه كمال جنبلاط، الذي لا يكتفي بدرس علاقات الأشياء والظواهر السطحية، بل العلم الذي يسعى إلى اكتناه جوهر الوجود وحقيقته. هذا العلم الذي يجعل الحياة بنظره فرحاً دائماً، لأنها خلقٌ دائم. والفرح عنده هو الانتصار على الجهل، لا في معرفة الأشياء. معكم نرتاح إلى مسيرة العودة، إلى المعنى الحقيقي للعلم، إلى مستوى حقيقي للعلم.

وتابع شهيّب: لقد اخترتم من العلم الاختصاص الإنساني الأرقى، الطب، وهذه مهنة التحديات والصعوبات والمسؤوليات. لقد تطورت مهنة الطبيب بتطور العلوم الطبية وتقدمها، خصوصاً مع دخول التكنولوجيا اليها، فأصبحت العمليات الجراحية تتم عن بُعد، وأصبح النظام التعليمي يعتمد على المحاكاة. ورغم ذلك، لا يزال التعامل مع موت مريض ثقافة سائدة في بعض مجتمعاتنا، تقوم على مبدأ "الحكيم موّته، ربنا خلّصه". والحقيقة أن الطبيب يسعف، ويبلسم جراحاً، ويخفف ألماً، ويُنقذ مريضاً، لكن مشوار العمر لا بد وأن ينتهي. إن ارتفاع متوسط الأعمار ليس عبثياً. فمع تقدّم العلوم الطبية أصبح بالإمكان تشخيص الأمراض بوقتٍ مبكر، وتقديم العلاجات المناسبة. لكن الأهم أن تبقى المحاولات الدؤوبة المبذولة للتقليل من الأخطاء الطبية، والعودة إلى أن يمارس الطبيب دوره كمرشدٍ اجتماعي.

وقال الوزير شهيّب: "أيها المتخرجون، معكم نحلم بعودة لبنان مكتبةَ الشرق، وجامعة الشرق، ومستشفى الشرق. هذه هي الثلاثية الذهبية للبنان الذي نطمح إليه ونريده، ونأمل أن نعود إليه مع جامعتكم وأمثالكم، وهم قلة. أنتم نتاج هذه الثلاثية الذهبية، نتاج الجامعة، الرائدة التي تعلو باستمرار من البدايات، من BUC راس بيروت، إلى LAU جبيل مدينة الحرف، ومؤخراً إلى مستشفى رزق في بيروت. إنها مسيرة ذهبية، فعسى أن نلاقيها نحن في الحكومة والمؤسّسات كي لا يغادر زملاؤكم، أو تغادرون أنتم، لبنان إلى دول قريبة أو بعيدة حيث تنتجون وتنجحون، وتساهمون في نهضة تلك الدول، وتتركون بلدكم فريسة للضياع والتخبّط، وعرضةً للفراغ الذي يأتي من يملأه مكانكم.

 وأكًد الوزير شهيّب بأننا، "نحن في وزارة التربية نعرف أن العالم يتغيّر باستمرار وأن ثورة التكنولوجيا الرقمية تفرض علينا تحديات علينا واجب مواكبتها. وأنا كوزير للتربية أعدكم بأننا سنكون على مستوى هذا التحدي، وسنعمل على نقل المناهج الى العالم الرقمي لكي لا نخرّج أجيالاً عاطلةً عن العمل بمهارات لا تنتمي الى العصر، ولا تتلاءم مع متطلباته وحاجاته. فالتكنولوجيا ليست مجرد شيء قوي للتعليم، بل هي بحد ذاتها قوة عظمى. سنسعى الى تطوير كتاب التربية الوطنية، ووضع كتاب التاريخ الموحّد لكي تسهم التربية في خلق المواطن الصالح. إننا نأمل أن تنتهي الأعاصير المحيطة بنا في دول الجوار دون أن نستدرجها إلينا. وأن تنتهي المحنة الاقتصادية بموازنة تعتمد الإصلاح الهيكلي في الاقتصاد اللبناني. سنعمل بكل الإمكانيات لتأمين فرص العمل لخريجينا في وطنٍ يعتز بكم، وفي وطنٍ، لا ثروة لديه، حتى إشعار آخر، إلا عقول أبنائه.

وختم شهيّب قائلاً: أنتم ثروة الوطن. نريدكم فيه لا خارجه. نريدكم بناة نهضتنا الجديدة، ودعاة وحدته المنشودة، وشركاء في إدارته. نريدكم متخرّجين إلى الوطن، لا متراجعين فيه إلى المذاهب والطوائف. لا شيء يحمي لبنان سوى أمثالكم. لبنان ينتظر الأمل منكم، تمسكوا به في عاصفة الإقليم حتى لا يطير منا جميعاً، ويسقط الحلم الذي عاشه جيلنا، ونحلم به لكم ولأبنائكم... مبروكٌ لكم تخرجكم.

بعدها جرى توزيع الشهادات على المتخرجين، وتلا ذلك حفل كوكتيل.