تترقب كولومبيا بقلق شديد تكرار تعرضها لأحد أسوأ الثورات البركانية في تاريخ البشرية، بعد تزايد النشاط الزلزالي بشكل لافت الأسابيع الأخيرة في منطقة نيفادو ديل التي شهدت بركانا مروعا عام 1985.
ورفع المسؤولون في البلد الأميركي الجنوبي حالة التأهب إلى ثاني أعلى مقياس، بما تضمنته من إجلاء أكثر من 2500 أسرة في المنطقة التي يعيش فيها نحو 57 ألف شخص.
دواعي القلق
• في 30 آذار الماضي، أفاد برنامج البراكين العالمي برصد ما يقرب من 11600 زلزال في المنطقة، ومن المحتمل أن تكون حركة السوائل الجوفية مسؤولة عن زيادة انبعاثات الرماد.
• رفعت السلطات مستوى التأهب إلى اللون البرتقالي، وهو ثاني أعلى مستوى على مقياس من 4 درجات.
• يعد بركان نيفادو ديل رويز الذي نشط آخر مرة عام 1985، أحد أشد البراكين فتكا في العالم، مما زاد من مخاوف الكولومبيين بشأن ثورانه المحتمل خلال الأيام المقبلة.
• الخدمات الجيولوجية الكولومبية أعلنت أن البركان أطلق عامودا من الرماد يبلغ ارتفاعه 3 آلاف قدم، وأن الزلازل التي وقعت الأسبوع الماضي ناتجة عن تحرك الصهارة (الصخور المنصهرة وشبه المنصهرة تحت سطح الأرض)، مما يمهد الطريق لثوران بركان نيفادو ديل رويز.
ماذا يعني تحرك الصهارة؟
يوضح أستاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل في الجامعة الأردنية نجيب أبو كركي لموقع "سكاي نيوز عربية" ما يعنيه تحرك الصهارة، المعروفة كذلك باسم "الماغما" في منطقة البركان، وما سيترتب عليه، قائلا:
• مراقبة تطور النشاط الزلزالي يكون عن طريق تتبع مواقع البؤر الزلزالية التي يمكن أن تعكس أين وصلت الصهارة وبأي اتجاه تسير، وهذه أفضل طريقة متوفرة.
• بعد رصد هذه الأنشطة، تكون هناك إجراءات احترازية تنحصر غالبا بإطلاق الإنذار، وبدء إجلاء السكان إلى مناطق آمنة إذا تطلب الأمر.
• الإجراءات الأخرى الممكنة هي إجراءات هندسية، في بعض الحالات التي تكون سرعة تدفق الماغما بها بطيئة، ويكون هدفها محاولة توجيه تدفق الماغما بعيدا عن المناطق المأهولة.
• يتم ذلك عن طريق حواجز، أو بتبريد الماغما التي تتحرك ببطء، كي تتصلب وتشكل هي سدا أمام القادم من الماغما السائلة.
• بعد دراسات في اليابان التي تعرف نشاطا زلازليا كثيفا، هناك اتجاه لتجهيز قنوات ضخمة تشكل مسارات التي توجه إليها الماغما لإزاحتها عن المناطق المأهولة أو المهمة.
الأسوأ في تاريخ كولومبيا
ولا تزال ذاكرة الكولومبيين مضطربة بذكريات موجعة مرتبطة بعام 1985، حين ثار بركان نيفادو ديل رويز بقوة التهمت فيها نيرانه أكثر من 25 ألف شخص.
وحسب مجلة "إيرث"، تم تصنيف هذا البركان كذلك أسوأ كارثة طبيعية في كولومبيا، وثاني أكثر الكوارث البركانية فتكا في القرن العشرين، بعد ثوران بركان جبل بيليه في مارتينكي عام 1902، والرابع الأكثر دموية في التاريخ البشري المسجل.
حينها، ثار بركان نيفادو ديل رويز على بعد 130 كيلومترا من العاصمة بوغوتا، وأطلق مزيجا من الرماد الساخن والحمم البركانية في الهواء.
بعد أقل من 3 ساعات اهتزت الأرض، واجتاحت التدفقات الطينية بارتفاع 30 مترا الريف وعدة قرى.