ضمن سياق النشاطات الثقافية للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، اقيمت ندوة ثقافية بالتعاون مع رابطة آل غنام في دار بلدة دميت، بعنوان "المجتمع التوحيدي ثوابت ومتغيرات"، بمشاركة ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن رئيس اللجنة الثقافية الشيخ د. سامي أبي المنى، وممثل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط الدكتور ناصر زيدان، ورئيس الأركان السابق في الجيش اللواء حاتم ملَّاك، ومدير عام النقل المشترك زياد نصر ومدير عام الجلسات في مجلس النواب رياض غنام، ومفوض الثقافة في الحزب التقدمي الاشتراكي فوزي ابو ذياب، ووكيل داخلية الشوف عمر غنام، وشخصيات ومهتمين.
افتتح اللقاء رئيس رابطة آل غنَّام فيصل غنَّام مرحّباً ومعتبرا أن الغاية من الندوة "تعلم الحصول على المعرفة التي تنير والمعلومة التي تحرّر، والتعلُّم باب التقدم في كل مجتمع وكل أُسرة".
عماشة
تلاه عضو اللجنة الدكتور نبيل عماشة معرّفًا بأهداف اللجنة في "تعزيز مفهوم الثقافة والوعي في المجتمع التوحيدي خصوصا عند الشباب". وتساءل "كيف نحفظ تراث سلفنا الصالح الغنيّ بالمعاني والتجارب التوحيدية والإنسانية والوطنية، والتماسك في علاقاتنا العائلية والاجتماعية والابتعاد عن الغرضيات والانقسامات السياسية والعائلية، وأن نحصِّن مجتمعنا التوحيدي في وجه تحديات العصر ومتطلبات العولمة، وفي الحفاظ على الثوابت".
أبي المنى
من جهته تطرق الشيخ أبي المنى إلى مفهوم الحرية التي "يجب أن تقود إلى تحقيق الأنسنة المرجوَّة وهي ليست خروجاً على القيم والأصول والأعراف والأنظمة والقوانين والمبادئ، ولا يجوز أن تكون متفلتة من القواعد الأخلاقية".
ورأى أن "مظاهر للانحلال الأخلاقي والاجتماعي التي غزت مجتمعاتِنا وهدّدت أبناءَنا، والانجرار وراء تيارات فكرية خادعة لا تعبّرُ عن جوهر التوحيد والحقيقة، وإن بدت لطيفةً في بعض تجلّياتها، إلا انها مظاهر اللامبالاة والعيش على هامش الحياة دون جدوى أو غاية أو معنى".
ولفت إلى أن "التحّدي الأكبر يكمنُ في القدرة على إقامة التوازن؛ بين ما هو أصيلٌ ووجودي، وبين ما هو دخيلٌ وعابر، كما بين ما هو قديمٌ يُستفادُ منه، وبين ما هو جديدٌ لا يُستغنى عنه، وقد حضَّ الدين على الاحتكام إلى العقل".
أبو ضرغم
أما المحاضر وسام طي أبو ضرغم، قال: "علينا تحديد الثوابت والمتغيرات في كثير من الموضوعات لإنقاذ نفوسنا ومجتمعنا، ومنها على سبيل العَدّ لا الحصر: العولمة والثورة التكنولوجية، الحرية والعبودية، النمط الغربي وأثره في واقع مجتمعنا، ثقافة الحياة والموت بالمعنى الروحي، الفضيلة والرذيلة، مفهوم الزواج، الاخلاق بين الثابت والمتغير، الانسان وقيمته الكونية وغيرها من الموضوعات التي علينا العمل على توعية ابنائنا عليها، والتي من أخطرها أشكال العبودية المقنّعة ومنها في الظاهر: الخمرة والمسكرات والمخدرات والدخان والنارجيلة...، ومنها في الباطن: الطيش والنزاقة والشراسة وحب الرئاسة والغضب والعجب وتفضيل مدح الناس وحمدهم على حمد الله".
وختاما مداخلة من عضو اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الدكتورة فريال زهر الدين عن المرأة الموحِّدة، ثم حوار مع الحضور.