Advertise here

تنذكر وما تنعاد

13 نيسان 2023 15:24:51

وها نحن نجترّ ذكريات أليمة
وكأنّنا ما شبعنا
مرايا ذاكرتنا حُبلى بصور الدّم والشّهداء،
محكومين نحن
باستعادة شريط المآسي
وكأنّنا تسمّرنا على مقاعد دور للسّينما
نعيد ونكرّر هذا الفيلم الموجّع
لكنّنا لم نرتدع...
ما زلنا نتعطّش للتّقاتل للتّناحر
ما زلنا نبحث عن أتفه الأسباب
عن أسخف المواقف
عن خليط من السّباب والشّتائم
بحقّ بعضنا... 
لا الحرب لم تنته
بوسطة عين الرّمانة
الشّاهد الأوحد على جهلنا وغبائنا
مخطئ مَن اعتقد أنّ ملفّات الحرب اللّبنانيّة انتهت
هي في تجدّد مستمرّ
بأسلحة مختلفة
وبعتاد متنوّع
وبسيناريو جديد
لا دماء ولا شهداء ولا دمار
بل سرقات ع مدّ عينك والنّظر
وتفكيك للأسر اللّبنانيّة
وتحطيم للنّفسيّات عبر دفعها للانتحار 
الحرب الآن في لبنان
انتحار جماعيّ، لا مرافق اجتماعيّة تعمل
ولا تربية ولا تعليم
لا استشفاء ولا طبابة
لا سيولة ولا عملة وطنية، ولا دولة،
هي حربنا
مستمرّة منذ ولادة لبنان الكبير،
حتّى الطّائف
حتّى اليوم... بانتظار الكلمة السّرّ
بانتظار الفرج...
لا يمكن أن ينهض لبنان
إذ لم تصطلح النّفوس قبل النّصوص.

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".