Advertise here

سكاف: لنذهب جميعاً الى المجلس دون ورقة بيضاء وتعطيل نصاب

09 نيسان 2023 14:03:19

كرر النائب غسان سكاف مطالبته ب"توحيد الجهود من أجل دفع المعارضة الى تسمية مرشح واحد يواجه مرشح الممانعة" لافتا الى انه "في المجلس النيابي هناك توازن سلبي معارضة 40 الى 45 نائبا، ممانعة 40 الى 45 نائبا والمترددون حوالى 30 نائبا"، مطالبا ب"الذهاب فورا الى جلسات انتخاب وليقرر المترددون من يريدون رئيسا وتنتهي الجلسات بانتخاب رئيس ونقوم جميعا بتهنئته ونقف معه لخلاص البلد ويبدأ معه مسار انتظام عمل المؤسسات الدستورية".
 
كلام سكاف جاء في إفطار أقامه في شتورا، بحضور النواب حسن مراد، شربل مارون، ياسين ياسين وبلال الحشيمي، الشيخ حسن اسعد ممثلا النائب قبلان قبلان، مفتي زحلة والبقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي، النائبان السابقان جمال الجراح ومحمد القرعاوي، راعي ابرشية زحلة وبعلبك  للروم الارثوذكس المتروبوليت أنطونيوس الصوري، الشيخ ابراهيم حسين ممثلا مفتي راشيا الشيخ الدكتور  وفيق حجازي، الأب الياس ابراهيم ممثلا راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، الأب طوني الصقر ممثلا راعي ابرشية زحلة والبقاع للموارنة المطران جوزف معوض، الشيخ اسعد  سرحال ممثلا طائفة الموحدين الدروز، عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى القاضي الدكتور عبد الرحمن شرقية وحشد كبير من الآباء والمشايخ، رؤساء بلديات ومخاتير، فعاليات اجتماعية وعائلية وشخصيات.
 
وقال سكاف: "ليس صدفة أن نلتقي اليوم في شهر الصوم والصلاة الذي يجمع المسلمين والمسيحيين، ليس صدفة، فالأديان والحضارات تتلاقى بالرغم من فوارق الزمن، لأن قيم الحق والخير والجمال التي خطها فلاسفة اليونان من أجل بناء الجمهورية الفاضلة والعادلة نراها متجلية اليوم في المسيحية والإسلام.إن الأديان السماوية تدعو الى الحرية، والحرية تقوم على مبادئ التحرر من الجهل والتخلف والتبعية بالإضافة الى التحرر من الفساد السياسي والإقتصادي والإجتماعي والمالي، وعندما نتحرر من جميع هذه الموبقات نكون قد حظينا بالمعرفة"، مضيفا "في سنوات قليلة حولنا لبنان السياحة الى محترف تسول ومساعدات وأصبحت سياستنا الخارجية عملا إداريا لوكالة تجميع وتوزيع الحصص الغذائية بعد أن تم إفقار شعبنا، وحولنا مستشفى الشرق الى مقابر جماعية وجامعة الشرق الى منارة للتخلف. لقد وجدنا في زياراتنا للخارج إدراكا خارجيا تاما لحجم الأزمة ومخاطرها في لبنان ولحجم الإنهيار في مقابل عدم اكتراث وتله داخلي بالامور الذاتية والشخصية وليس الوطنية، من حق الشعب أن يحلم برئيس يؤمن بلبنان الحلم لا بلبنان جهنم، يؤمن بلبنان سويسرا الشرق لا فنزويلا الشرق، يؤمن بلبنان الحضارات ومنارة للشرق، يؤمن بلبنان جسر عبور بين الشرق والغرب، يؤمن بلبنان مصرف العرب وجامعة العرب ومستشفى العرب ومصيف العرب، نريد رئيسا وطنيا محترما جامعا ذو برنامج واضح وقادر على إطلاق عجلة الإصلاح ويحظى بثقة الشعب وثقة المجتمعين العربي والدولي. باختصار نريد رئيسا على قياس أزمة البلد".
 
وأضاف: "بسبب عدم تماسكنا الداخلي وضعنا تاريخيا مفتاح استحقاقاتنا الدستورية في جيب الراعي الإقليمي والدولي، ولطالما كان صندوق الاستحقاق الرئاسي في القاهرة ثم دمشق في الماضي وفي طهران اليوم ولكن مفتاح الصندوق كان وما زال في واشنطن، فأصبحنا رهينة المساعي التي يقوم بها الخارج بتوقيت يختاره هو، فيطفئ ويدير محركاته وفقا لحساباته ومصالحه الداخلية وتأثرها بالسياسة العالمية خصوصا ما يحصل اليوم من حرب روسية - اوكرانية. الداخل في لبنان يشتري الوقت آملا بتغيير المواقف الداخلية وفرض الرئيس ونرى الخارج يجاري الداخل في شراء الوقت غير مكترث بمعاناة وطن ينهار وشعب يموت".
 
ولفت سكاف في تصويب على الاتفاق السعودي - الايراني الى انه "تاريخيا، كانت مآسينا الداخلية تزداد وتتفاقم عند اشتداد الخلافات الإقليمية وقد ترجمت في الماضي بتعطيل الاستحقاقات حينا وبمعارك عسكرية أحيانا دامت سنوات طويلة. لماذا لا نستغل اليوم الإتفاق السعودي - الايراني وفرصة الهدوء الإقليمي والجو الإيجابي الذي نتج عنه من أجل إنجاز الإستحقاق الرئاسي؟ وإذا كنا بالفعل قد سلمنا أمرنا كلبنانيين للخارج منذ الاستقلال في كل استحقاق، فلماذا نتقاتل عندما يتقاتلون ولا نتصالح عندما يتصالحون؟ صحيح أن موضوع لبنان لم يبحث في هذا الإتفاق، وهذا بالنسبة لنا شيئا ايجابيا ويسرنا ويريحنا إلا أننا لا نريد أن يكون لبنان جائزة ترضية للاتفاق السعودي - الإيراني أو محطة للاستثمار فيه لمصلحة فريق دون آخر، كما لا نريد ان يفرض رئيسا على قاعدة الربح والخسارة. بل نريد أن يسهل هذا الإتفاق الإتيان برئيس يجمع كل الأطراف الداخلية ويستعيد لبنان دوره وعلاقاته العربية والخليجية والدولية وعلينا أن نستغل هذه اللحظة، لحظة انفصال لبنان عن التأثيرات الخارجية تماما كما حصلت اللحظة الملائمة في ترسيم الحدود مع إسرائيل مع تحفظنا على نتائج الترسيم التي سلخت عن لبنان مئات الكيلومترات".
 
وتطرق سكاف الى موضوع رئاسة الجمهورية فقال: "ان وقت المسرح انتهى وتحديدا الفصل الأول ويجب أن يبدأ الفصل الثاني والأخير حيث لا مجال  للأعذار والشعارات والأوراق البيضاء وإسقاط للنصاب نحن في نظام ديموقراطي والديموقراطية تقتضي أن نتقبل نتيجة الانتخابات، ولا صلاحية لاي دولة في تسمية الرئيس لانه أمر سيادي يقع على عاتق المجلس النيابي"، مضيفا "نحن قمنا بجهود في الماضي مع كل الفرقاء من ضفتي المجلس واليوم نجدد الجهود من أجل دفع المعارضة الى تسمية مرشحٍ واحد يواجه مرشح الممانعة. ففي المجلس النيابي هناك توازن سلبي معارضة 40 الى 45 نائبا، ممانعة 40 الى 45 نائبا والمترددون حوالى 30، فلنذهب فورا الى جلسات انتخاب وليقرر المترددون من يريدون رئيسا وتنتهي الجلسات بانتخاب رئيس ونقوم جميعا بتهنئته ونقف معه لخلاص البلد ويبدأ معه مسار انتظام عمل المؤسسات الدستورية".
 
وشدد على "ضرورة الاتيان برئيس قوي ولكن قوته لا تكمن في شعبيته إنما تكمن في احترامه للدستور والقانون. نعم نريد رئيسا وسطيا يجمع اللبنانيين ولا نريد رئيسا من نادي الهواة أو من محفل الأمية السياسية. فالوسطية لا تعني الإتيان برئيس لا طعم له ولا رائحة ولا لون. "وسطية بين الجبن والتهور والكرم" كما قال أرسطو، حالة وسطية بين البخل والتبذير، والشريحة الأكبر من كافة الشعوب تنحو باتجاه الوسطية. ولا ضير في أن يحكم فرد من هذه الطبقة لانه أقرب الى العدالة"، لافتا الى ان "الأوطان ليست  قدرا، الأوطان تعطي الانسان هوية، وحماية الأوطان تعطي الانسان حصانة، الأوطان تحمي الكرامات وتسبغ عطايا لا حدود لها، لكن الأوطان تحتاج الى ناظم لمجتمعاتها، وناظم قانوني مصدره الدستور واحترامه والقانون وتطبيقه".
 
وختم سكاف: "من موقعي النيابي ومن مسؤوليتي الوطنية أتوجه صادقا بالنصح لمن يساهم في إعاقة إنجاز الاستحقاق الرئاسي بالقليل من التواضع والكثير من المسؤولية. فنحن لا نملك ترف الانتظار ولا نريد رئيسا للجمهورية بعد زوال الجمهورية. نحن شعب لم نستحق هذه الأرض ولم نحافظ على مجد أعطي لنا. فقد فشل أجدادنا صنع وطن يليق بنا فلنعمل سويا لصنع لبنان جديد يليق بأبنائنا".
 
الغزاوي
وكانت كلمة للمفتي الغزاوي شكر فيها للنائب سكاف "دوره ونشاطه في إنهاء الفراغ وعلى مبادراته"، مطالبا ب"العمل على إنهاء الفراغ الرئاسي والتفرغ لمعالجة الأمور الحياتية والاجتماعية للمواطنين الذين يعانون من أقسى أزمة اجتماعية واقتصادية".