Advertise here

جرس وحرس

06 نيسان 2023 06:35:00 - آخر تحديث: 02 تموز 2023 22:14:35

منذ أيام اندلعت حرب كلامية بين المسؤولين الاسرائيليين على خلفية التحذيرات الدولية المتكررة من خطر توقف المفاوضات مع الفلسطينيين وانعكاسات ذلك على اسرائيل سمعة ووجوداً واستقراراً وعلى السلام كله في المنطقة.

وأمام إصرار أركان عصابة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على رفض تحميلهم المسؤولية والادعاء المستمر بأن أبو مازن هو الذي تسبب بضرب عملية السلام، رغم البيانات الرسمية الأميركية والأوروبية وتصريحات مسؤولين في المنظمات والهيئات الدولية التي أجمعت على اعتبار استمرار الاستيطان بكثافة ووتيرة غير مسبوقين السبب الرئيسي في ما آلت اليه الأمور بين الطرفين المفاوضين. وكما هو معلوم كانت قرارات أوروبية وغربية بمقاطعة مؤسسات وشركات ومصارف اسرائيلية بسبب تعاملها مع المستوطنات وتصريف إنتاجها أو دعم مشاريع فيها.

إنها مكذّبة مفتوحة منذ سنوات لدى الأميركيين والاسرائيليين وبين بعضهم. ومكذبة مفتوحة في وجه العرب والفلسطينيين تمارسها أميركا عبر إداراتها المتعاقبة وتسقط دول وأمم وحقوق بسببها وتسقط عقول وإرادات وليس ثمة من يريد أن يتعلّم!!

بالرغم من ذلك، الحقائق عنيدة. لا تنغلّب ولا تنقلب. قد يتم تجاهلها أو تناسيها أو تجاوزها بعناد آخر. لكنها لا تموت ولا تسقط. وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على أرضهم حقيقة بات يقف عندها كثيرون في العالم والأميركيون أنفسهم يحذرون اسرائيل من خطر عدم إدراكها. سيكون الطريق طويلاً وشاقاً ومكلفاً. وستكون أثمان إضافية بعد على الطريق لكن الدولة آتية بلا منّة من أحد. هذا هو الحق وهذه هي الحقيقة.

المفاوض الفلسطيني صائب عريقات قال أمام شخصيات اسرائيلية من النشطاء في المجموعة الناطقة بالروسية، التقاهم في مقر المقاطعة في رام الله: " قلت لشارون: سيدي رئيس الوزراء تعال معي الى مدينتي أريحا. وهناك أغمض عينيك وتخيّل أننا في عام 2020 وسر معي من أريحا الى تل أبيب. ماذا ترى؟ سترى أن غالبية سكان هذه الأرض هم فلسطينيون. ماذا ستفعل بنا سيدي رئيس الوزراء"؟

وأضاف: "عاد إلي شارون قائلاً سؤال يجعلني لا أنام". فأجبته: "هذا هو الجرس الفلسطيني الذي لن يدع الاسرائيليين ينامون".

نام الجزار آرييل شارون وصوت الجرس هذا في أذنيه واستخدم في وعيه ولا وعيه كل وسائل وأساليب وأدوات الحقد والقتل والارهاب في وجه الفلسطينيين ولكنه لم يسقط الجرس. لم يوقفه عن الرنين.

أما اليوم، وبعد تسع سنوات تستمر المكذبة الاميركية الاسرائيلية، يستمر الجزّارون الاسرائيليون في ارتكاب مجازرهم وحقدهم وعنصريتهم ضد المصلين في المسجد الأقصى تنفيذاً لما وعد بحصوله بن غفير في شهر رمضان والذي يريد إسقاط رؤوس في غزة كما يريد زميله سموتريتش تنفيذ عملية "السور الواقي 2"، أي اجتياح الضفة والسيطرة عليها وتصفية قيادات فلسطينية ورموز في السلطة لكن الجرس الفلسطيني يرن بقوة أكبر ولن يتوقف عن الرنين.

إنه صوت كل الفلسطينيين وصدى أصوات الشهداء والأسرى: فلسطين لنا. الأقصى وكنائس فلسطين مقدساتنا ولا تمسّ. ولو شكّلوا أعتى قوة وأكبر حرس كما فعلوا اليوم فإن الجرس الفلسطيني سيبقى يرن وسينام الجزّارون الحاليون وصوت هذا الجرس يلاحقهم كما يلاحق المقاومون عناصر الحرس الإرهابيين.