Advertise here

من يمنعُ "الاحتدام" بين التيار وحزب الله؟

27 كانون الأول 2018 18:04:05

ليس الوضع بين التيار الوطني الحرّ وحزب الله على ما يرام. صدق من فهم أن "لطشة" الرئيس ميشال عون موجّهة إلى حزب الله عندما قال إن هناك من "يريد تغيير الأعراف والتقاليد في لبنان" غامزًا من قناة صلاحيات تشكيل الحكومة.

منذ نبوت حكاية توزير أحد النواب السنّة خارج حلقة تيار المستقبل، فهم التيار الوطني ومعه رئيس البلاد أن عقدةً ما تضعها الثنائيّة الشيعية في وجه تشكيل الحكومة بعدما ظن الجميع أنّ العقد برمتها ذُللت وأن أوان التشكيل قد حلّ. أخطأ هؤلاء في الحسبان بعدما وجدوا أن حزب الله متمسكٌّ بتوزير سنيٍّ من حركة ولدت حديثًا وأطلقت على نفسها اسم "اللقاء التشاوري" رغم أن التجانس يعوزها صراحة. وبين إصرار شيعي ومبادرة رئاسية متهاوية، يأخذ رئيس الجمهورية على حزب الله عدم وعيه لخطورة الوضع الذي تعيشه البلاد لا سيما على المستوى الاقتصادي، وإصراره على تعطيل التشكيل فقط من باب النكاية بسعد الحريري منعًا لاحتكار التوزير السني.

لم تطوِ هذه الأزمة صفحتها بعدما تفرمل التشكيل في انتظار ولادة اسم آخر غير جواد عدرة، حتى تكرّست الشكوك بتصويب حزب الله على العهد من خلال تظاهرات وسط بيروت منذ أيام تحت عنوان "العدالة الاجتماعية" المقتبسة من السترات الصفر. لم يكن التيار الوطني ليشكّ في انتماءات المتظاهرين لو لم يفضح هؤلاء أنفسهم بإعلان كثيرين منهم انتماءهم جهارًا الى محور المقاومة، وليس حديث حاجّة تتقدم مسيرة متواضعة منذ ساعات سوى خير دليل بعدما قالت إنها في الشارع لتنصح الرئيس الحريري بالاهتداء والاستماع إلى كلمة أبو هادي في إشارة إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، قبل أن يعمد أحد الشبان المشاركين إلى إسكاتها.

اليوم، ينفي حزب الله نفيًا قاطعًا دعوته إلى المشاركة في مثل هذه التظاهرة لثلاثة أسباب صريحة: أولًا، لو دعا إلى التظاهر لحشد أكثر من هذه التظاهرة بآلاف المرات. ثانيًا، يعي حزب الله أهمية التحالف مع الرئيس ميشال عون في هذا التوقيت لا سيما في ظل الحصار الذي تعيشه إيران وفي ظل "الحركشات" الإسرائيلية على الحدود الجنوبية، وبالتالي الإبقاء على ذاك الغطاء المسيحي الذي وقف في ظهر المقاومة منذ العام 2005 جوهري. ثالثًا وأخيرًا، لا يمكن لحزب الله أن يتظاهر ضد نفسه كونه شريكًا في الحكم وبالتالي من غير المنطقي أن يهاجم نفسه لأنه مسؤول بالتساوي مع باقي الأفرقاء عما آلت إليه الأمور.

أمام هذه الوقائع، يُسجَّل على ما علمت "الأنباء" حراكٌ على جبهتَي حزب الله وقصر بعبدا لتهدئة النفوس ومنعًا لتفاقم الأمور واحتدامها في ظرفٍ صعب يستلزم تشكيل الحكومة لا نشوب مزيدٍ من الحلافات بين الحلفاء.