ساعات عصيبة عاشها لبنان منذ قرار الإبقاء على التوقيت الشتوي، وما رافقه من أجواء طائفية وشحن مذهبي كاد يوصل البلاد الى ما لا تُحمد عقباه.
في ظل هذه اللحظات الخطيرة، برز صوت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، من منطلق الحرص الوطني على العيش المشترك وأفضل العلاقات بين اللبنانيين، وامتداداً لمقاربته لكل الأزمات التي يعيشها البلد وضرورة معالجتها بالحوار والتواصل لا بالقطيعة ورفع السقوف التي لا توصل البلاد الا الى الهاوية.
جنبلاط الذي وصل الى باريس في زيارة تهدف للوصول الى أفق وفاقي للأزمة الرئاسية، بقيت أنظاره على بيروت وتوقيتها الوطني لا التقسيمي، فتابع الموضوع دقيقة بدقيقة بعدما أقلقه الشرخ الطائفي والبعد المذهبي للمشكلة.
وبعدما كان النائب هادي أبو الحسن قد أجرى اتصالات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير التربية عباس الحلبي، منذ ظهر الاحد، تابع النائب أكرم شهيب الاتصالات من أجل التوصّل الى حلّ يرضي الجميع ولا يخرج عن المنطلقات الوطنية المسلّم بها، وقد كثّف "التقدمي" مساعيه في الساعات الأخيرة من باريس حيث قام النائب وائل أبو فاعور، الذي يرافق جنبلاط بزيارته، باتصالات مباشرة مع الرئيسين بري وميقاتي والوزير الحلبي والنائب علي حسن خليل. وقد طلب جنبلاط من الحلبي اتخاذ موقف واضح، فكان بيان وزير التربية مساء الأحد الذي أعلن فيه أن المدارس ستعتمد التوقيت الصيفي.
ثم استمرت الاتصالات لحظة بلحظة حتى تم التوصل لاتفاق بعد تفهّم بري وميقاتي، الذي تواصل بدوره مع حزب الله، وقد تلقفوا جميعا مبادرة جنبلاط فجرت الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء ببند وحيد، التي أثمرت الإعلان عن العودة الى اعتماد التوقيت الصيفي بدءا من ليل الأربعاء - الخميس.
