Advertise here

مدير عام الاقتصاد للأنباء: تجار رفعوا هامش الربح وسنكثّف دوريات المراقبة

رمضان على الأبواب.. أسعار باهظة وتكلفة الافطار خياليّة

20 آذار 2023 12:14:36

أزمة إقتصاديّة طاحنة، فرضت واقعًا مريرًا دفع نسبة كبيرة من الأُسر اللبنانيّة إلى شفير الهاوية، فتفاقمت معاناتهم بتأمين قوتهم وظروف عيشهم القاسية نتيجة غلاء المعيشة المستمرّ  في ظلّ إنخفاض العملة المحليّة مقابل العملات الأجنبيّة بشكلٍ متسارع ويومي.

في ظلّ هذه الظروف القاهرة يحلّ شهر رمضان المبارك بعد أيّامٍ مثقلًا بالحرمان، فيزيد من حدّة كابوس غلاء الأسعار أمام التحديات الإقتصاديّة والاجتماعيّة التي لا زالت تفرض نفسها على الواقع اللبناني بشكلٍ مستمرّ.

مسلسل إنهيار قيمة العملة اللبنانيّة مقابل الدولار مستمرّ، إذ تخطى الدولار عتبة المئة الف ويستمر بالصعود، ما يشير حتمًا إلى الإرتفاع الإضافي لأسعار السلع التي تتأثر في التقلّبات الحادّة لسعر صرف الدولار، وهذا يعني إرتفاع كلفة إفطار رمضان بنسبة هائلة مقارنةً بالسنوات السابقة. 

وبالرغم من تخلّي اللبنانيّين عن بعض العادات الغذائيّة والإكتفاء بالأساسيّات، إلّا أن المشكلة الكبرى تكمن في ثمن الأساسيّات الباهظة، الخضراوات مثلًا أسعارها أضحت خياليّة كذلك أسعار الزيوت بلغت مستويات تاريخيّة لم نعهدها في السابق. 

فبعد أيام على ملامسة الدولار لـ100 ألف بلغت تكلفة صحن فتوش لأربعة أشخاص على الأقلّ 90 ألف ليرة والحساء حوالى 100 ألف ليرة، فيما تكلّف الأطباق الرئيسيّة مثل الأرز باللحم حوالى 660 ألف ليرة إلى جانب مشروبات بين 50 و100 ألف ليرة.. الحلويات مثل الكلّاج وهو الأرخص القطعة بحدود 50 ألف وكيلو الداعوقيّة بحدود 15 دولاراً، أيّ أن تكلفة إفطار رمضان لشخصٍ واحد تتراوح بين المليون والمليون ونصف ليرة لبنانيّة. والارقام هي بازدياد مستمر مع تواصل ارتفاع سعر الصرف، وبالتالي التكلفة هي حكماً أكثر من ذلك.

فضلًا عن الغلاء الفاحش، يشكو الناس من فوضى الأسعار وفروقاتها بين المناطق والمتاجر، حتى صار شراء السلع الغذائية، مهمة شاقة يتكبدها اللبنانيون، بحثًا عما هو أرخص.

 المدير العام لوزارة الإقتصاد والتجارة، الدكتور محمد أبو حيدر، أكّد قيامهم بدوريّاتٍ مكثفة على السوبرماركت في مختلف المناطق من أجل مراقبة الأسعار، مع بدء سريان مفعول التسعير بالدولار خصوصًا، مشيرًا إلى كشفهم مخالفات عدّة في بعض المحال التجاريّة التي لجأت إلى رفع هامش الربح، ما دفع بالوزارة إلى تسطير محاضر بحق المخالفين وإحالتها إلى القضاء المختص، الأمر الذي نتج عنه ختم متجرين بالشمع الأحمر بناءً على إشارة الأخير.

الجولات مستمرّة وسوف يتمّ تكثيفها بشكلٍ أكبر خلال شهر رمضان، والمراقبون مستمرّون في مراقبة الأسعار سواء لدى المستورد أو في نقطة البيع، هذا ما أكده أبو حيدر في حديثه لجريدة الأنباء.

أما عن الإرتفاع الحاصل بسعر صرف الدولار، أشار المدير العام إلى أنّ 86? من طعامنا مستورد، وهذا أمر مؤسف لأنّ أيّ تغيّر في سعر الصرف سوف يزيد الأعباء على كاهل المواطن ويُخفّض من قدرته الشرائيّة.

أزمة غير مسبوقة يواجهها اللبناني، لا تقتصر فقط على الإنهيار المالي والإقتصادي، بل تتفرّع إلى جمودٍ في كافة القطاعات، أزمات صحيّة، تدهور بيئي وغيرها، الأمر الذي يتطلب خطة إصلاح عاجلة في المجالات الأساسيّة على الأقلّ، تُنقذ ما تبقّى من لبنان إذا أمكن.