Advertise here

أرقام الإنتحار تدق ناقوس الخطر.. احضنوا المراهقين في أسركم

18 آذار 2023 16:46:29

تتصدر ظاهرة الإنتحار عناوين الصحف ومواقع التواصل الإجتماعي منذ بداية الأزمة الإقتصادية عام 2019 وحتى اليوم، واللافت أنه لم يكن محصوراً بفئة عمرية محددة، بل طال الصغار والشباب كما المسنين. فتعددت الأسباب والنتيجة واحدة: وصول الفرد إلى مرحلة يأس متقدمة تدفعه لوضع حد لحياته. 

الأرقام تدق ناقوس الخطر، إذ وصل معدل الإنتحار سنوياً إلى 143 حادثة، بحسب دراسة أجرتها "الدولية للمعلومات"، فيما العدد الأكبر كان قد سُجّل عام 2019 حينما بلغ 172 حادثة.

فما هي الأسباب وراء هذه الظاهرة؟

"إن الضغط الإجتماعي الذي عاشه المواطنون في فترة الحجر المنزلي وجائحة كورونا، لعب دوراً كبيراً في شعور المواطن بالعزلة والوحدة"، كما أكّدت الأستاذة في علم النفس د. ديزيريه قزي في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، مضيفة "كما جاء من يعد الوباء الإنهيار الإقتصادي ليزيد الوضع سوءاً، إذ أصبح المواطن غير قادر على تأمين أدنى درجات العيش الكريم".

في الماضي، لم تقتصر حياة اللبناني على الأمور الأساسية فقط، بل اعتاد أن يلجأ للعديد من النشاطات للتخفيف من مشاكل حياته اليومية أو للإستمتاع وتمضية الوقت، لكن اليوم، اختلف الموضوع، إذ أصبح تركيزه فقط على تأمين طعام لعائلته، مما شكل نوع من اليأس لديه والبعض عبّر عنه من خلال الإنتحار.

ويُِذكر أن العديد من ضحايا الانتحار تركوا رسائل لعائلاتهم، موضحين فيها أن الوضع الإقتصادي هو الذي أوصلهم إلى هذه المرحلة.

المراهقون ضحية جديدة للظروف
أما عن المراهقين، أوضحت قزي، أنهم يشعرون بالضغط الذي يمرّ به رب أسرتهم وهم بدورهم غير قادرين على تحمّل هذا النوع من الضغط لأنهم لا لا زالوا في طور النمو، معتبرة أن "مواقع التواصل الإجتماعي تلعب دوراً مهماً، خصوصاً لجهة نوع المحتوى الذي تقدّمه والذي يؤثر على صحة المراهق النفسية وينمي الأفكار الإنتحارية لديه".

هنا، تقع المسؤولية على الأهل بتعزيز عملية الحوار بينهم وبين أولادهم لأن، وبحسب قزي، المراهق بحاجة لهذا النوع من التواصل والعناية والإهتمام خصوصاً في ظل عدم اكتمال ثقته بنفسه لذلك يجب مساعدته على بناء هذه الثقة وشعوره بالأمان داخل أسرته.

المشاكل الإقتصادية ليست الهاجس الوحيد الذي يعيشه اللبناني، فالخوف على صحته وعدم قدرته على الوصول للخدمات الاستشفائية من جهة، القلق من عدم القدرة على مجاراة غلاء السلع الغذائية، القهر على خسارة ودائعهم وجنى أعمارهم في المصارف وغيرها أيضاً هي من المشاكل اليومية التي تؤثر على نفسية الفرد، اذ لا يمكن لأي صديق أو أمّ أو أخت أو جمعية أن تساعده على حلّها بل الحل في يد الدولة وحدها، فهل هي مدركة لحجم الضرر الذي سببته والتي  بسببه تدفع بالمواطن لوضع حد لحياته واللجوء للإنتحار؟