Advertise here

التقدمي يرفض "رئيس مكاسرة".. والكويت مع "رئيس توافقي"

18 آذار 2023 12:40:54 - آخر تحديث: 18 آذار 2023 13:45:39

قبل ان تنتهي ولاية الرئيس ميشال عون ودخول الافرقاء في بورصة الاسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية، خرج رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على اللبنانيين قائلا إن البلد لا يتحمل رئيس تحدٍّ قبل ان يتبنى نواب "اللقاء الديموقراطي" ترشيح النائب ميشال معوض.
?
ويردد جنبلاط الكلام نفسه في زيارته الاخيرة الى الكويت برفقة النائب هادي ابو الحسن وأمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، حيث يكرر أن لا مفر من هذه التسوية التي تشكل حبل نجاة لخروج اللبنانيين من مستنقع الشغور الرئاسي.

وتوقف رئيس التقدمي منذ البداية عند ما خلّفته تجربة عون وما افرزته الخريطة النيابية المسيحية التي يسيطر عليها "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية". ولم يبدل نظرته الى الرئاسة الاولى، وهذا ما سمعه منه وفد "حزب الله" في آب الفائت حيث اراد توجيه رسالة غير مشفّرة الى السيد حسن نصرالله ناقش مضمونها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري رغم تمسك "الثنائي" بترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجيه قبل اعلان دعمه له. وعندما يرى الاخير ان الظروف اصبحت مؤاتية سيعلن ترشيحه في شكل رسمي. وتقول المصادر المواكبة ان فريقه أعدّ نص برنامجه ورؤيته الرئاسية وهو ينتظر توقيت هذه الاطلالة والانتهاء من بعض الاتصالات في لبنان ومع الجهات المعنية في الخارج.

وبعدما لمس جنبلاط الاخطار التي تهدد البلد وخطورة الاستمرار تحت وطأة المراوحة في الفراغ الرئاسي، وعدم تمكن النواب من انتخاب رئيس للبلاد على مدار 11 جلسة، سارع الى تفعيل اتصالاته مع الفرنسيين والسعوديين وغيرهم بغية التوصل الى بلورة اسم مرشح يكون مقبولا عند اكثر الاطراف ويعوَّل عليه في امكان اخراج لبنان ومؤسساته من النفق. وعلى هامش مشاركته في دعم مركز سرطان الاطفال في الكويت برفقة عقيلته نورا، التقى كبار المسؤولين في الدولة، وخرج بخلاصات بأن مجلس التعاون الخليجي سيدعم لبنان اذا انتظمت فيه المؤسسات الدستورية.

ولاقت زيارته الكويتية حفاوة كبيرة مع الحرص على الاستماع الى رأيه حيث كان هناك تشديد من المضيفين على اهمية انتخاب رئيس يتوافق عليه اللبنانيون ودعم وحدة لبنان واستقراره وانتظام مؤسسات الدولة وحماية الطائف والتنبه من التوجه الى صيغة اي فيديراليات.
ويبقى جنبلاط على تواصله مع السعودية عبر النائب وائل ابو فاعور.

في غضون ذلك، لم يكن من المستغرب ان رئيس التقدمي كان في مقدم الاقطاب الذين رحبوا باتفاق الرياض - طهران إذ يعرف سلفا انعكاساته الايجابية على لبنان. وهو على تواصل مع القاهرة وموسكو والعواصم المعنية بمواكبة الملف اللبناني.

وينطلق جنبلاط في لقاءاته التي تتناول الملف الرئاسي من جملة من النقاط أبرزها:

- انه لن يتراجع عن خوض محاولة اقناع الافرقاء المعنيين بمحاولة التوصل الى تفاهم على اسم للرئاسة الاولى، وهو يؤمن بأن لا مفر من التسوية اذا ارادت الكتل النيابية اتمام الاستحقاق، وان من الصعوبة بمكان انتخاب "رئيس مكاسرة"، ولا سيما في ظل الكباش المفتوح بين الافرقاء وخصوصا بين اكبر كتلتين مسيحيتين و"اتفاقهما" على معارضة انتخاب فرنجيه، الى جانب حزب الكتائب ومجموعة من النواب المسيحيين المستقلين فضلا عن "التغييريين" منهم.

- يمكن الاستفادة من الاتفاق السعودي - الايراني اذا أحسن اللبنانيون التقدير والتدبير. اما اذا استمروا في مناكفاتهم فلن يحصدوا الا المزيد من التقهقر وتدمير ما تبقى من مؤسسات.

- بالنسبة الى ترشيح فرنجيه لا يتحدث التقدمي الا بكلام ايجابي حيال الرجل ومسيرته وتاريخ عائلته، لكنه يتوقف عند معادلة المعارضة المسيحية "العونية" و"القواتية" ضده والتي كانت تنادي بتمثيل الاقوى في طائفته، الامر الذي دفع جنبلاط الى الطلب من اكثر اعضاء كتلته النيابية الاقتراع لعون في 2016 لخصوصيات تعود الى طبيعة الجبل وعلاقاته مع المسيحيين. وايده آنذاك "حزب الله" بالطبع والرئيس سعد الحريري. وبقي الرئيس نبيه بري يغرد خارج هذا السرب. واخترع العونيون آنذاك مسألة الميثاقية وقدموها على طاولة الحوار. وجاء رد ممثلي التقدمي على تلك الجلسات بالدعوة الى "الرئيس القوي في بيئته والمقبول في البيئات الاخرى".

ويتصدى اليوم فريق مسيحي وازن في وجه فرنجيه رغم ان اكثر من عاصمة تؤيد انتخابه.
ويشدد مسؤول في التقدمي على ان جنبلاط رغم كل الصعوبات والانقسامات التي تهدد البلد سيستمر في محاولاته التوفيقية بين الافرقاء من دون "ان يحيد عن هذه السكة"، ويدعو الى التدقيق في المسائل الاجتماعية والمعيشية من ازمات الكهرباء ورغيف الخبز وارتفاع اقساط التعليم والاستشفاء وغيرها من متطلبات الحياة، وان هذه الآلام يعانيها الجميع من كل الطوائف وفي كل المناطق، مع الدعوة الى اخذ العبر والدروس من كلام وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عندما تحدث عن اتفاق المملكة "مع جيراننا".

ويسأل التقدمي هنا: "نحن في لبنان نعيش جيرانا ام خُلقنا في بلد واحد؟". ويدعو الى التدقيق في العلاقات بين الدول الامر الذي لا يمارسه اللبنانيون في ما بينهم، مع التذكير بقول للوزير السابق غازي العريضي: "الهموم واحدة والاهتمامات ليست واحدة".